تواصلت للأسبوع الثاني على التوالي منافسات الماراثون البرمجيّ للصغار واليافعين لموسم “2025”، والذي تنظّمه هيئة التميّز والإبداع بالتعاون مع مركز التعلم مدى الحياة في الجامعة الافتراضية السورية ضمن مشروعهما للتنمية الرقمية للصغار واليافعين.

وشارك في اختبارات تحديد المستوى اليوم لفئة اليافعين 881 طالباً وطالبةً من مختلف المحافظات، حيث أجريت الاختبارات على مدى ست ساعات في مراكز نفاذ الجامعة الافتراضية بالمحافظات، وعلى دفعات متتالية، مدة كل منها ساعة وربع الساعة، وتضمنت أسئلة تقيّم مهارات التفكير المنطقي والبرمجي لدى المشاركين، حيث سيتم تحديد مستوى المشاركين (مبتدئ أو متقدّم) تمهيداً لانتقالهم إلى مرحلة التدريب ومن ثم المنافسات.

وأوضحت مديرة الأولمبياد العلمي السوري في هيئة التميز والإبداع دانيا قباني في تصريح لمراسلة سانا أن 279 طالباً وطالبةً يشاركون في اختبارات دمشق ضمن مركز الجامعة الافتراضية في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية، مبينة أن هذه الاختبارات تشكل الفرصة الأولى للطلبة الراغبين بالانضمام إلى عالم البرمجة، حيث تبدأ رحلة التنافس البنّاء، وتنمو المهارات، ويُصقل الشغف بالعلم والمعرفة، ومشيرة إلى أن المشاركين اليوم هم من فئة اليافعين ممن تتراوح أعمارهم بين “12 و15 سنة” من الصف السادس حتى الثامن من مرحلة التعليم الأساسي.

ولفتت قباني إلى أن الماراثون البرمجي يهدف إلى رفع المستوى العلمي العام وتعزيز مهارات التحليل المنطقي لدى الصغار واليافعين من خلال تعليمهم لغات البرمجة النصية ++ C والرسومي scratch ، مبينة أن المشاركين يمنحون فرصة حقيقية لاستكشاف قدراتهم وتنمية روح التطوير الذاتي، وتعزيز التفكير التحليلي في بيئة تعليمية محفّزة على الابتكار والتميز.

وأشارت قباني إلى أن المرحلة الثانية من الماراثون ستكون مرحلة تدريب ذاتية “عن بعد” عبر القناة الرسمية للماراثون البرمجي للصغار واليافعين على يوتيوب، لتتبعها مرحلة الاختبار التأهيلي لكل فئة على حدة في مراكز المحافظات خلال شهر آب القادم، ليكون الختام مع مرحلة التصفيات النهائية خلال شهر تشرين الأول القادم.

مستقبل العالم يتجه نحو التطور التكنولوجي

وفي لقاءات مع سانا ضمن مركز الجامعة الافتراضية في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية بجامعة دمشق، بين الطالب عبدو سلامة من الصف الثامن أن مستقبل العالم متجه نحو التطور التكنولوجي والبرمجي، لذا اختار هذا المجال وساعده على ذلك تفوقه في العلوم وإحرازه ميدالية ذهبية، إضافة إلى تنويع مهاراته بتعلم البرمجة من خلال مشاركته بالماراثون.

الطالب تيم الويش من الصف السابع بدمشق قال: أشارك للمرة الثانية بالماراثون لأتعلم أشياء جديدة يتطلبها العصر، مثل لغات البرمجة، ولفت زياد الشرع من الصف السادس إلى أن الهدف من مشاركته الوصول إلى التفوق في هذا المجال من خلال تنمية مواهبه البرمجية.

بدورها، أوضحت الطالبة رهف بناوي أنها شاركت في الماراثون لمواكبة ما يجري بالعالم في هذا المجال، ولا سيما علم البرمجة والروبوتيك، لافتة إلى إعجابها بأساليب البرمجة وتصميم التطبيقات والألعاب، كما أشارت الطالبة حلا قشوع إلى أن المشاركة في الماراثون تجربة جديدة داعمة لها في عالم التكنولوجيا، وأنها أرادت استثمار وقتها في فصل الصيف بعيداً عن المناهج المدرسية.

ولفت الطالب همام شاهين إلى أنه كوّن لنفسه حقيبة معلوماتية عندما بدأ بتعلم البرمجة وتنمية قدراته العقلية ومواهبه الفكرية، وهذا دفعه إلى التقدم لاختبار الماراثون والتأهل إلى مسابقات خارجية، وإحراز ميداليات على مستوى العالم.

70 يافعاً ويافعةً من درعا يشاركون بهذا الاختبار

وفي مركز نفاذ الجامعة الافتراضية بدرعا، بدأ أيضاً اختبار تحديد المستوى لفئة اليافعين في الماراثون البرمجي للصغار واليافعين لعام 2025، بمشاركة 30 يافعاً ويافعةً.

وأوضح منسق الماراثون البرمجي في درعا أسامة الصلخدي لمراسل سانا أن الاختبار يشمل أيضاً 40 يافعاً ويافعةً من أبناء محافظة درعا، تم نقل مركزهم إلى مركز نفاذ الجامعة الافتراضية في كفرسوسة بدمشق، لضيق المكان في مركز درعا.

وأشار الصلخدي إلى أن تعليم البرمجة للصغار واليافعين خطوة في إعداد جيل قادر على الإبداع وصياغة الحلول التقنية الذكية في عالم يتسارع فيه التحول الرقمي، ويتعاظم دور الذكاء الاصطناعي.

المشاركون عبد الله الشبلاق وميار الشرع وخالد الناصر أعربوا عن أملهم في تحقيق نتائج إيجابية، والاستفادة من اختبار تحديد المستوى لجهة صقل إمكانياتهم وقدراتهم.

60 مشارك من حمص وطرطوس

وفي مركز نفاذ الجامعة الافتراضية في محافظة حمص شارك 25 طالباً في هذا الاختبار، حيث أوضح منسق الأولمبياد بالمحافظة رشيد منصور في تصريح لمراسلة سانا، أن هدف الاختبار تحديد مستوى المشاركين لقبولهم في الماراثون، لينتقلوا بعدها إلى مرحلة التدريب ومن ثم المنافسات، مشيراً إلى أن الأسئلة تتعلق بالمحاكمة المنطقية والبرمجية والتفكير المنطقي واستراتيجيات حل المعضلات.

ولفت عدد من المشاركين إلى أهمية هذه المسابقات، ورأى عبد الرحمن طليمات ويمن الطرشة، أن الماراثون البرمجي فرصة للتعرف على علوم البرمجة، وفتح آفاق جديدة أمامهم وتطوير مهاراتهم العقلية والمعرفية.

وفي محافظة طرطوس أوضح علي العجي منسق الأولمبياد بالمحافظة في تصريح مماثل، أن 35 يافعاً ويافعةً من الصف السادس إلى الصف الثامن تقدموا للماراثون البرمجي، الذي يهدف الى رفع السوية العلمية العامة، وتعزيز مهارات التحليل المنطقي لدى اليافعين من خلال تعليمهم اللغات البرمجية النصية، وهو فرصة حقيقية لاستكشاف قدرات المشاركين وتنمية روح التطوير الذاتي.

وشارك في اختبارات تحديد المستوى يوم الجمعة الماضي 913 طالباً وطالبةً من مختلف المحافظات السورية من فئة الصغار الذين تتراوح أعمارهم ما بين “8 و11” سنة، أي من الصف الثاني حتى الخامس من مرحلة التعليم الأساسي.

والماراثون البرمجي للصغار واليافعين ليس مجرد مسابقة بل بيئة تعليمية متكاملة تعزز مهارات التفكير المنطقي، وتصميم الحلول البرمجية، وتفتح آفاق المشاركين على مفاهيم التطور التقني وتقاناته الناشئة بأسلوب مبسط وعملي يتلاءم مع الخصائص العمرية للمشاركين، وهو يمثل الانطلاقة الأولى لكل طفل ويافع نحو فهم أعمق لعالم التكنولوجيا، واستعداد مبكّر للانخراط في العالم الرقمي، وبناء مستقبل مهني يرتكز على المعرفة والإبداع.