اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -استحضر الفلسطينيون في هذه الأيام الذكرى السابعة والخمسين لتأسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، كإحدى أنبل محطات العمل الإنساني والوطني، هذا الصرح الذي وُلد من رحم المعاناة ليكون عنواناً للإنقاذ والعطاء وملاذاً إنسانياً لكل من يحتاج المساعدة، وليجسد على مدار سبعة وخمسين عاماً قيَم الإنسانية والتطوع، ويكون حاضراً في أصعب اللحظات حاملاً رسالة الحياة والأمل لشعبنا.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيت لحم الدكتور محمد عيسى رزق إن هذه الذكرى تمثل مسيرة طويلة من العطاء المتواصل من أجل الإنسان الفلسطيني، مؤكداً أن الهلال الأحمر الفلسطيني كان وما زال بلسم الشفاء لشعبٍ يناضل من أجل حريته وكرامته، ويمضي في رسالته الإنسانية منذ عام 1968 دون انقطاع. وأوضح أن هذه المناسبة تستدعي الوفاء لرواد العمل الهلالي الذين أسسوا هذه المؤسسة، والترحم على شهدائها، وعلى رأسهم الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي كانت فكرة إنشاء الهلال الأحمر الفلسطيني حلماً لديه، ليكون غرفة إنقاذ وعلاج للفلسطينيين في أحلك الظروف.
وأضاف رزق في حديث خلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير إذاعتنا، أن تاريخ الهلال الأحمر الفلسطيني هو انعكاس لتاريخ الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية، حيث وجد الهلال في كل مكان وُجد فيه الفلسطيني، ولم يتخلف عن أداء واجبه الإنساني في أي ساحة أو مرحلة، حتى أصبح اسماً يحبه الشعب ويشعر بالطمأنينة عند سماع صوت سيارات إسعافه. وأشار إلى أن مسيرة الهلال لم تكن سهلة، بل كانت معمدة بالعرق والدماء، وقدم خلالها الشهداء في الحروب والاعتداءات المتواصلة، لا سيما خلال حرب الإبادة على قطاع غزة والاعتداءات في الضفة الغربية.
وأكد رزق أن الهلال الأحمر الفلسطيني كان في مقدمة الصفوف خلال الحرب الأخيرة على غزة، في وقت انسحبت فيه كثير من المنظمات الإنسانية، وبقيت طواقمه تؤدي واجبها رغم الاستهداف المباشر. ولفت إلى أن المؤسسة قدمت عشرات الشهداء من المسعفين والأطباء والممرضين والمتطوعين، إضافة إلى عشرات الجرحى من كوادرها، واستمرت في تقديم خدماتها رغم تدمير مستشفياتها، وعلى رأسها مستشفى القدس ومستشفى الأمل، واضطرت إلى إنشاء مستشفيات ميدانية ومتنقلة لمواصلة إنقاذ الأرواح.
وتطرق رزق إلى جريمة استهداف سيارات الإسعاف وطواقم الهلال الأحمر، مستذكراً حادثة استشهاد الطواقم أثناء محاولتهم إنقاذ الطفلة هند رجب، واصفاً ما جرى بأنه عار في تاريخ الاحتلال وصمة في جبين الإنسانية الصامتة. وشدد على أن الهلال الأحمر سيبقى في غزة ولن يغادرها، وأن طواقمه قدمت نموذجاً نادراً في التضحية، حيث واصل المسعفون عملهم رغم فقدانهم أبناءهم وأقاربهم، واضعين خدمة الإنسان والوطن فوق كل اعتبار.
وبيّن رزق أن الهلال الأحمر الفلسطيني يتمتع اليوم بمكانة مرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويشغل أدواراً متقدمة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، رغم التحديات الإنسانية والصحية الكبيرة التي يواجهها الشعب الفلسطيني. وأكد أن المتطوعين يشكلون العمود الفقري لعمل الجمعية، وأن صور طواقم الإسعاف كانت حاضرة في كل الميادين، ما عزز ثقة المجتمع والمؤسسات الداعمة بدور الهلال.
وأوضح أن ما يميز الهلال الأحمر الفلسطيني قدرته على التكيف مع الظروف السياسية والأمنية الصعبة، مستمداً هذه القدرة من تاريخ نضالي طويل جعله جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع الفلسطيني. وأشار إلى أن الجمعية تعتمد على شراكات محلية ودولية وعربية واسعة، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في إيصال المساعدات، وهو ما تطلب جهوداً سياسية كبيرة، كان من أبرزها وصول صوت الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي من خلال كلمة لرئيس الجمعية الدكتور يونس الخطيب.
وفيما يتعلق بتأهيل الكوادر، أكد رزق أن الجمعية تولي التدريب أهمية قصوى عبر كليات ومعاهد متخصصة داخل فلسطين وخارجها، وتسعى إلى نشر ثقافة الإسعاف الأولي بين أبناء المجتمع، إضافة إلى امتلاكها أسطولاً واسعاً من سيارات الإسعاف المجهزة المنتشرة في المدن والمخيمات والقرى كافة.
ووجّه رزق في ختام حديثه رسالة تقدير واعتزاز إلى جميع كوادر وموظفي ومتطوعي الهلال الأحمر الفلسطيني، واصفاً إياهم بالفخر الحقيقي للمؤسسة، ومؤكداً أن الهلال سيبقى متجذراً في الجسد الفلسطيني، ماضياً في رسالته الإنسانية حتى تحقيق النصر والحرية، ومشدداً على أن تطلعات المرحلة المقبلة تركز على تطوير الخدمات، وتحديث التكنولوجيا، وتعزيز منظومة الإسعاف المركزي، بما يرسخ دور الهلال الأحمر الفلسطيني كمقدم الخدمة الإسعافية الرئيسية في فلسطين تحت الرقم الوطني 101.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي أدناه:

























































