×



klyoum.com
palestine
فلسطين  ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
palestine
فلسطين  ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار فلسطين

»سياسة» فلسطين أون لاين»

التمزّق الداخلي وترقيع الخارج.. قراءة عرفانيّة في حال الإنسان والمجتمع

فلسطين أون لاين
times

نشر بتاريخ:  الأحد ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥ - ١٦:٢٦

التمزق الداخلي وترقيع الخارج.. قراءة عرفانية في حال الإنسان والمجتمع

التمزّق الداخلي وترقيع الخارج.. قراءة عرفانيّة في حال الإنسان والمجتمع

اخبار فلسطين

موقع كل يوم -

فلسطين أون لاين


نشر بتاريخ:  ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥ 

في داخل كل إنسان تمزّقٌ صامت، لا يُرى بالعين ولا يُقاس بالأرقام، لكنه يُحدّد مسار حياته كلّه. هذا التمزّق ليس وليد لحظة واحدة، بل نتيجة تراكمات طويلة من الإهمال، والانفصال عن المعنى، وتغليب الظاهر على الباطن. وكلما اتّسع هذا الشقّ في الداخل، اندفع الإنسان للبحث عن رقعة أكبر في الخارج، وكأن الخارج قادر على إصلاح ما أفسدته الغفلة في العمق. لهذا نرى أن حاجات الإنسان لا تقف عند حدّ الضرورة، بل تتضخّم بلا سقف. لا لأن الطبيعة البشرية لا تشبع، بل لأن الداخل لم يُسأل يومًا عمّا يحتاجه حقًّا. فالجائع إلى الطمأنينة يخطئ العنوان، ويظن أن الامتلاك سيمنحه السكون، وأن الظهور سيعالج شعوره بالخواء، وأن الانتماء الصاخب سيعوّض فقدان الجذور. غير أن ما لا يُعالَج من الداخل، يعود في صورة قلق أشدّ، وتعلّق أعمى، واضطراب لا يهدأ.

المجتمع الحديث لم يساعد الإنسان على مواجهة هذا التمزّق، بل وفّر له أدوات لا نهائية للهروب منه. كثّف الإيقاع، وسرّع الزمن، وملأ الفراغ بالضجيج. صار الصمت يُخيف، والتأمل يُربك، والمراجعة تُعدّ ضعفًا. فالمطلوب دائمًا هو الحركة، الإنتاج، التفاعل، ولو على حساب التوازن الداخلي. وهكذا تحوّل الإنسان إلى كائن مشغول باستمرار، لكنه غير حاضر مع نفسه. من هنا يمكن فهم كثير من الظواهر الاجتماعية الحادّة: التطرّف في الأفكار، الهوس بالهويّات، التعصّب للرأي، والانجذاب إلى نماذج تُقدَّم بوصفها منقذة أو مخلّصة. فحين يعجز الفرد عن ترميم داخله، يبحث عمّن يفعل ذلك نيابة عنه، ولو بوهمٍ جماعي. وحين لا يجد معنى شخصيًا متينًا، يتشبّث بمعنى صاخب يُفرض بالقوة. ليست المشكلة في الفكرة ذاتها، بل في الفراغ الذي يُحمَّل بها.

الأخطر من ذلك أن هذا الخلل بات مُشرعنًا اجتماعيًا. تُقاس قيمة الإنسان بما يملك لا بما يكون، وبما يظهر لا بما يستقرّ فيه. تُكافَأ السرعة، ولو كانت بلا وجهة، ويُهمَّش التأنّي، ولو كان طريقًا للاتزان. وبهذا، يُعاد إنتاج التمزّق جيلاً بعد جيل، لا بوصفه أزمة، بل كنمط حياة. غير أن الحكمة الإنسانية العميقة، عبر التجارب المتراكمة للأمم، تقول لنا شيئًا آخر: إن الخارج لا يُصلَح إلا بقدر ما يُصلَح الداخل. وإن الإنسان الذي لا يعرف موضع الخلل في نفسه، سيظلّ يطالب العالم بأن يتغيّر لأجله. بينما الذي يبدأ بالمراجعة، وبإعادة بناء العلاقة مع ذاته ومع القيم العليا، يخفّ احتياجه إلى الترقيع، ويستعيد قدرته على العيش بطمأنينة، لا بتكديس البدائل.

ليس المطلوب انسحابًا من المجتمع، ولا رفضًا للحياة، بل استعادة البوصلة. أن يعرف الإنسان لماذا يفعل ما يفعل، وأن يسأل نفسه قبل أن يطالب غيره. فحين يضيق التمزّق في الداخل، تصغر الرقعة المطلوبة في الخارج. وحين يُشفى المعنى، يهدأ السلوك، ويستقيم الحضور في العالم. ذلك أن الأزمات الكبرى لا تبدأ في الشوارع ولا في المؤسسات، بل في القلوب حين تُهمَل، وفي العقول حين تُفصل عن الحكمة. ومن هناك، فقط من هناك، يبدأ الإصلاح الحقيقي.

وفي هذا السياق، يمكن فهم العلاقة الملتبسة بين التمزّق الداخلي والسلطة، أيًّا كان شكلها: سلطة سياسية، دينية، فكرية، أو حتى رمزية. فالسلطة حين تُقدَّم بوصفها مانحة للمعنى، لا مجرّد منظّمة للحياة، تتحوّل إلى أداة ترميم خارجي للإنسان القَلِق. عندها لا يعود السؤال: هل هذه السلطة عادلة أو حكيمة؟ بل: هل تمنحني شعورًا بالتماسك؟ وحين يُختزل المعنى في الانتماء، يصبح الدفاع عنه دفاعًا عن الذات الجريحة، لا عن الحقيقة. وهكذا يُنتَج خطاب عام مشحون، لا لأنه قائم على معرفة راسخة، بل لأنه محمّل بأثقال نفسية غير محلولة. تختلط القناعات بالمخاوف، والمبادئ بالرغبات المكبوتة، وتتحوّل اللغة إلى ساحة تفريغ لا إلى أداة فهم. ومن هنا نفهم لماذا تتكرّر الصراعات ذاتها بأسماء مختلفة، ولماذا تفشل كثير من المشاريع الإصلاحية رغم نُبل شعاراتها: لأنها تعالج السطح بأدوات السطح، وتتجاهل الشقّ العميق الذي يتغذّى من الداخل.

المعرفة نفسها، حين تنفصل عن الحكمة، قد تصبح شكلًا آخر من الترقيع. فليس كل من يعرف قد التئم، وليس كل من يحسن الكلام قد استقرت روحه. بل أحيانًا تتحوّل المعرفة إلى وسيلة للهيمنة، أو إلى قناع يخفي خواءً أعمق. المعرفة التي لا تُنتج تواضعًا، ولا توسّع أفق الإنسان تجاه ذاته، تظلّ معرفة ناقصة، مهما بدت متقنة أو متراكمة. في المقابل، فإن التجارب الإنسانية العميقة تُظهر أن الترميم الحقيقي يبدأ من لحظة صدق مع النفس، لحظة يعترف فيها الإنسان بأن بعض جراحه لا يملك لها اسمًا بعد. هذه اللحظة ليست ضعفًا، بل بداية قوة مختلفة: قوة الاتزان. فحين يقبل الإنسان هشاشته، يتوقّف عن مطالبة الخارج بأن يكون كاملًا، ويبدأ في بناء علاقة أكثر رحمة مع نفسه ومع العالم.

وهنا يتجلّى الفرق بين الإصلاح بوصفه مشروع سيطرة، والإصلاح بوصفه مسار وعي. الأول يريد تغيير الناس بسرعة، والثاني يبدأ بتغيير زاوية النظر. الأول ينشغل بالنتائج، والثاني يهتم بالجذور. وما لم تُمسّ الجذور، سيظلّ كل تغيير مؤقّتًا، وكل ترميم عرضة للانهيار مع أول صدمة.

إن استعادة البوصلة التي أشرنا إليها ليست حدثًا واحدًا، بل ممارسة مستمرة: أن يتعلّم الإنسان الإصغاء لما يسكنه، لا لما يطالبه به الضجيج. أن يميّز بين الحاجة الحقيقية والرغبة التعويضية. أن يسأل نفسه: هل ما أفعله يزيدني اتزانًا أم يوسّع شرخي؟ هذا السؤال البسيط، إن طُرح بصدق، قد يكون أعمق من كثير من الإجابات الجاهزة.

وفي نهاية المطاف، لا يُقاس نضج الأفراد ولا المجتمعات بقدرتهم على رفع الشعارات، بل بقدرتهم على تحمّل الصمت، وعلى مراجعة الذات دون خوف، وعلى قبول أن الإصلاح البطيء من الداخل، وإن بدا غير مرئي، هو وحده القادر على الصمود. فحين يلتئم الداخل، لا يعود الخارج ساحة إسعاف دائم، بل مجال فعل متّزن، وحضور مسؤول، وحياة أقل ضجيجًا وأكثر معنى.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار فلسطين:

وزير مصري: رفضنا عروضًا "سخية" للموافقة على التهجير.. وهذا ضمان تحقيق السلام

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
10

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2250 days old | 370,867 Palestine News Articles | 6,535 Articles in Dec 2025 | 2 Articles Today | from 39 News Sources ~~ last update: 22 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



التمزق الداخلي وترقيع الخارج.. قراءة عرفانية في حال الإنسان والمجتمع - ps
التمزق الداخلي وترقيع الخارج.. قراءة عرفانية في حال الإنسان والمجتمع

منذ ٠ ثانية


اخبار فلسطين

أخصائية التغذية لريال مدريد: منعتهم من الفطائر وهددوني بالطرد - lb
أخصائية التغذية لريال مدريد: منعتهم من الفطائر وهددوني بالطرد

منذ ٥ ثواني


اخبار لبنان

توصيات مديرية الدفاع المدني بشأن استخدام الألعاب النارية. - iq
توصيات مديرية الدفاع المدني بشأن استخدام الألعاب النارية.

منذ ١٠ ثواني


اخبار العراق

سورية: إنقاذ أشخاص من الغرق خلال عملية عبور غير شرعي من وإلى لبنان - kw
سورية: إنقاذ أشخاص من الغرق خلال عملية عبور غير شرعي من وإلى لبنان

منذ ١٥ ثانية


اخبار الكويت

وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما - kw
وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما

منذ ٢٥ ثانية


اخبار الكويت

 ضمان : قطاع الأغذية والمشروبات يستقطب مشروعات أجنبية بـ22 مليار دولار - ps
ضمان : قطاع الأغذية والمشروبات يستقطب مشروعات أجنبية بـ22 مليار دولار

منذ ٤٥ ثانية


اخبار فلسطين

الوصل والوحدة يستعيدان نغمة الانتصار بالدوري الإماراتي - ye
الوصل والوحدة يستعيدان نغمة الانتصار بالدوري الإماراتي

منذ ٥٠ ثانية


اخبار اليمن

عدم اكتمال عمومية اتحاد كرة اليد لمناقشة تعديل لائحة النظام الأساسي - eg
عدم اكتمال عمومية اتحاد كرة اليد لمناقشة تعديل لائحة النظام الأساسي

منذ ٥٥ ثانية


اخبار مصر

 الإفتاء الأعلى يرفض مشروع قانون إسرائيلي لحظر رفع الأذان بمكبرات الصوت - ps
الإفتاء الأعلى يرفض مشروع قانون إسرائيلي لحظر رفع الأذان بمكبرات الصوت

منذ دقيقة


اخبار فلسطين

موعد مباراة الكاميرون وكوت ديفوار في أمم إفريقيا - sa
موعد مباراة الكاميرون وكوت ديفوار في أمم إفريقيا

منذ دقيقة


اخبار السعودية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل