اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
خاص الهديل…
كتب بسام عفيفي
على مدى التاريخ هناك صراع إسمه الجدل البيزنطي الذي ملخصه هو البحث عن إجابة للسؤال العبثي: من له السبق في البداية البيضة أم الدجاجة؟؟.
اليوم بمناسبة جريمة بلدة بليدا وقتل الإسرائيليين لحارس بلديتها؛ ثار سؤال بيزنطي داخلي ومفاده ماذا على الدولة أن تفعل: تطلق النار على توغل الجنود الإسرائيليين داخل الأراضي اللبنانية؛ أم تطير شكوى لمجلس الأمن؟؟.
ويتم طرح السؤال بأسلوب بيزنطي؛ وكأن الأمر الأول يتناقض مع الأمر الثاني أو أن كليهما يمثلان خطين مستقيمين لا يلتقيان..
والواقع أن هذه الطريقة بمقاربة الأمور يذكر بحقيقة أن أحد جوانب المشكلة – أية مشكلة – في لبنان تكمن في أن كثيراً من 'مثقفي وسياسي وإعلامي' البلد يقاربونها بذهنية السجال وليس النقاش؛ وغني عن الشرح هنا بخصوص أن السجال هو النظر في ظواهر الأمور وتغليب المصالح الضيقة المتصلة بهذا الأمر أو ذاك؛ بينما النقاش هو التمعن في الأمور والنظر إليها بعقلانية وعمق. وعليه بخصوص ردود الفعل الداخلية على جريمة إسرائيل في بليدا؛ كان يجب على أحزاب البلد وعلى المعنيين بالشأن العام أن يكون لهم موقف وطني واحد وهو دعم موقف رئيس الجمهورية بغض النظر عن مضمونه؛ علماً أن أحداً لا يملك أكثر من رئيس الجمهورية المعلومات والمعطيات التي تحصن قراره لحد بعيد من الخطأ.
كان المطلوب أن يكون هناك إجماع وطني وراء موقف رئيس الجمهورية الذي أعطى أوامره للجيش كي يتصدى لأي اعتداء بري إسرائيلي..
لماذا؟؟.
أولاً- لأن القرار صادر عن رئيس البلاد المؤتمن على السيادة والمسؤول المنتخب الوحيد الذي أقسم على حماية الدستور..
ثانياً- لأن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ وهذه خاصية وطنية ودستورية ثانية تجعله صاحب قرار وطني بهذا الشأن.
ثالثاً: ان رئيس الجمهورية في قضايا الدفاع عن الوطن من مخاطر الداخل والخارج هو الجهة المحورية الوطنية التي يجب الالتفاف حولها والتي يجب من خلال التفاعل الشعبي والسياسي والإعلامي معها إظهار الوجه الوطني للبلد في الظرف الصعب.
صحيح أن القرار في لبنان يتم اتخاذه في مجلس الوزراء مجتمعاً؛ ولكن الصحيح أيضاً أن رئيس الجمهورية هو رمز وطني جامع، يتعاظم دوره حينما يكون البلد بحاجة لقرارات مصيرية، وحينما يكون لبنان أمام خيارات وطنية تحتاج لإجماع وطني.
يجب التأكيد في هذا المجال على أهمية الالتفاف حول رئيس الجمهورية في اللحظات الصعبة وجعله متأكداً من أن البلد يقف موحداً إلى جانبه حينما يتخذ قرارته الصعبة..
والواقع أن ما يحب أن يتجاهله الكثيرون هو أن الرئيس جوزاف عون وصل للرئاسة في أصعب ظرف إقليمي وأعقد ظرف محلي وأخطر ظرف دولي؛ كما أنه كان وصل إلى قيادة الجيش في أصعب وقت محلي ودولي وإقليمي. والآن يوجد إجماع على أن العماد جوزاف عون نجح في الحفاظ على الجيش وعمل من أجل تخفيف المصاعب الجمة التي واجهته؛ واليوم سيكرر الرئيس جوازف عون نفس قدراته على أخذ الجمهورية من مكان إلى مكان أفضل؛ وسيجد للمشاكل حلولاً وطنية..
.. ومن المهم هنا أن يتأكد المواطن من ثلاثة حقائق – أصلاً المواطن يعرفها -: أولها أن فخامة الرئيس منفتح على النصائح الوطنية وعلى المشورة الطيبة وحتى النقد البنّاء؛ ولكنه بغنى عن الآراء الشعبوية والتي تحاول رغم أنها موجودة داخل موقع فشل تاريخي على مستوى تجربتها، أن تقدم لفخامة الرئيس خارطة طريق عرجاء.
الحقيقة الثانية التي يعرفها المواطن ويجب تأكيدها؛ هي أن الرئيس جوزاف عون لا تعوزه الشجاعة حينما يكون منبتها الحكمة.
والحقيقة الثالثة هي أن أحداً في البلد ليس أكثر حرصاً من الرئيس جوزاف عون بأن يكون الجيش هو وحده مالك بندقية الدفاع عن لبنان. ففخامة الرئيس هو ابن الجيش البار وهو الذي حمى المؤسسة في أصعب الظروف..











































































