وجهت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تحية إلى عناصر 'وحدة الظل'، تقديراً لدورهم في حماية أسرى الجيش الإسرائيلي على مدى عامين من حرب 'طوفان الأقصى'،

وقالت الكتائب في بيان أن أفراد الوحدة 'بذلوا جهودهم ودماءهم حتى تحقق وعد المقاومة لأسرانا بالحرية'، رغم الظروف الأمنية والعسكرية المعقدة.

تعد 'وحدة الظل' من أبرز الوحدات الخاصة في كتائب القسام، وقد تأسست عام 2006 بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وجرى الإعلان عنها لأول مرة في 2016.

جاءت فكرة إنشاء الوحدة بعد تعرض مواقع احتجز فيها شاليط لغارات إسرائيلية، فقررت قيادة القسام بتوجيه من محمد الضيف ومحمد السنوار، تشكيل فريق متخصص لحماية الأسرى وتأمينهم، يضم عناصر ذات خبرات أمنية واستخباراتية وقتالية عالية.

ساهم في تأسيس الوحدة القائد باسم عيسى (أبو عماد)، أحد كبار قادة القسام الذي اغتالته إسرائيل خلال معركة 'سيف القدس' عام 2021. وكان لعيسى دور بارز في تطوير القدرات الهندسية والعسكرية داخل كتائب القسام، إضافة إلى الإشراف على صناعة العبوات والصواريخ المحلية.

تضم 'وحدة الظل' مقاتلين من أفرع متعددة داخل القسام، جرى تدريبهم على التخفي، المناورة، النقل السري، والتمويه الأمني. وتعمل الوحدة وفق منظومة معقدة من الإجراءات الميدانية لضمان سلامة الأسرى، مستفيدة من شبكة الأنفاق والبنية التحتية العسكرية تحت الأرض.

خلال الحرب الأخيرة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، واجهت الوحدة تحديا استثنائيا في تأمين أكثر من 200 أسير إسرائيلي، ونقلهم بشكل متكرر من موقع لآخر، سواء في الأنفاق أو داخل شقق سرية، وسط القصف المكثف ومحاولات الجيش الإسرائيلي للوصول إليهم.

كشفت مصادر فلسطينية أن عناصر الوحدة استخدموا أساليب تمويه غير تقليدية، منها تنكر بعض الأسرى في ملابس نسائية عربية لتسهيل نقلهم، كما استخدموا مركبات مغلقة مركونة في الشوارع لإخفاء الأسرى مؤقتا قبل نقلهم إلى مواقع أكثر أمنا.

رغم التوغل الإسرائيلي في جميع مناطق قطاع غزة خلال الحرب، فشل الجيش الإسرائيلي في استعادة الأسرى أحياء، إذ اقتصرت معظم عمليات الاستعادة على جثث، بينما نجا عدد محدود لا يتجاوز السبعة.

وخلال عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين في غزة، ظهرت للمرة الأولى عناصر 'وحدة الظل' بشكل علني تشرف على التسليم، ما أثار تساؤلات إسرائيلية وغربية حول قدرتها على الاحتفاظ بالأسرى طوال 15 شهرا من العمليات المكثفة.

تتكون نواة 'وحدة الظل' من مجموعة من القادة الميدانيين من خان يونس ورفح وغزة، بينهم عبد الرحمن المباشر، خالد أبو بكرة، محمد داوود، سامي الحمايدة، وعبد الله لبد، وجميعهم اغتالتهم إسرائيل في أوقات مختلفة.

كما برز خلال الحرب الحالية هيثم الحواجري، قائد كتيبة الشاطئ، الذي ظهر حيا أثناء عملية تسليم الأسرى في ميناء غزة رغم إعلان إسرائيل تصفيته قبل نحو عام، ما دفع الجيش الإسرائيلي للاعتراف بفشله الاستخباراتي، في واقعة مشابهة لما حدث مع حسين فياض، قائد كتيبة بيت حانون، الذي أعلن عن مقتله ثلاث مرات قبل أن يظهر حيا بعد وقف إطلاق النار.

وتعد 'وحدة الظل' اليوم رمزا سريا في بنية كتائب القسام، تمثل 'العين التي لا تنام' لحماية الأسرى والمعلومات الحساسة، وتؤكد على قدرة حماس على إدارة معركة أمنية وعسكرية معقدة تحت الحصار والنار، مستندة إلى خبرة تراكمت منذ أسر شاليط وحتى حرب غزة الأخيرة.

المصدر: RT