كتبت حسناء سعادة في 'سفير الشمال'

مرة جديدة يدفع المدنيون في لبنان ثمناً باهظاً للعدوان الإسرائيلي، فمجزرة بنت جبيل وضحاياها من الاطفال لا يجب ان تمر وكأنها حدث عابر من سلسلة الاعتداءات الاسرائيلية اليومية التي تطال لبنان ولا تواجه الا بالاستنكار.

مجزرة بنت جبيل تؤكد مرة جديدة استهتار اسرائيل بالمدنيين وبالقوانين الدولية وبالطفولة وبالدولة اللبنانية ككل.

ردود الفعل الرسمية على أهميتها، بقيت في إطار البيانات والاستنكارات فيما التجارب أثبتت أنّ لغة الإدانة وحدها لم تُوقف يوماً آلة القتل الإسرائيلية، بل تحوّلت إلى روتين يفقد معناه أمام استمرار الجرائم، ما يدفع ليس فقط الى تحرك دبلوماسي جدي في المحافل الدولية، والى مسارات قانونية عبر المحاكم المختصة، وتفعيل ضغط عربي ودولي لوقف استباحة المدنيين بل الى تضامن واسع وموقف لبناني موحد وواضح يدرس كيفية ايقاف المجرم نتنياهو عند حده.

إنّ الاكتفاء بالاستنكار يعني التسليم الضمني بتكرار المجازر، أما الفعل، فهو ما يمنح دماء الأبرياء معنى ويضع حداً لمنطق الإفلات من العقاب فهل يتحرك ضمير زعماء العالم المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ويتخذون ولو لمرة واحدة قراراً واحداً يُرضي ضمائرهم ويدين اسرائيل؟.

المؤسف ان البعض لا يزال مقتنعاً ان هناك وقفاً للنار بين لبنان واسرائيل فيما اتت هذه الجريمة الموصوفة بعد ساعات قليلة من اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف اطلاق النار في الناقورة بحضور الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس فهل يا ترى سجلت اللجنة هذا الخرق الدامي ام اعتبرته في اطار الضغط لسحب سلاح المقاومة؟ وهل كان هذا السلاح داخل صندوق السيارة المستهدفة؟ وهل كانت الطفلة الصغيرة النائمة في حضن امها تحاول اطلاق صاروخ طويل المدى او ربما شقيقها الغافي على المقعد الخلفي كان ينظم خط مسيرة باتجاه تل ابيب لاستهداف نتنياهو او قد تكون شقيقتها تخطط لخطف صهاينة تمركزوا عنوة في ٧ نقاط لبنانية؟.

مأساة بكل معنى الكلمة شهدتها بنت جبيل وجريمة بحق الانسانية والطفولة ولبنان، فهل سيتم تحويل هذه المأساة إلى حافز للفعل لا إلى مناسبة للاستنكار والشجب والتنديد فقط لا غير؟…سؤال برسم المسؤوليين!.