الجماهير || رفعت الشبلي..

تعتبر حلب ثاني منتج لمحصول القمح في سوريا بعد منطقة الجزيرة السورية، إذ يتصدر هذا المحصول الاستراتيجي قائمة الإنتاج الزراعي لكل فلاحي حلب، وبالأخص مناطق سهل المطخ، السفيرة، ودير حافر، بالإضافة إلى مسكنة وكميات مقبولة في الريف الشمالي والغربي.

هذا العام هو عام استثنائي، قُلبت فيه الموازين الزراعية، وبات الفلاح يقلب يديه حائرًا، على موسم أضاع فيه الجهد والمال خلال هذا العام.

التقت الجماهير بفلاحين من هذه المناطق واستطلعت آرائهم حول الموسم الحالي.

خسائر الفلاحين بملايين الليرات

قال الفلاح عبدالحميد حميدي من تلباجر الريف الجنوبي: زرعت عشرة هكتارات من القمح وهي تروى على النهر، لكن في فترة الري واحتياج الزرع لري الإنبات انقطعت مياه النهر، إضافةً إلى الجفاف الذي طرأ على الطقس وتوقف الأمطار لمدة ثلاثة شهور، مما جعل الزرع يببس، وأنا الآن في حيرة من كيفية دفع الديون المترتبة علي للمصرف الزراعي التعاوني وغيرها، حيث وصلت ديوني إلى 200 مليون ليرة سورية.

بينما قال أبو طارق، أحد فلاحي منطقة السفيرة، إن عدم توفر المياه بقناة الري الرئيسية طوال فترة احتياج القمح، وعدم تمكنهم من تقديم ريّة الإنبات وقلة الأمطار حال دون إنبات المحصول، مما أثر على الكثير من الفلاحين، ومنهم أنا. تقدر خسارتي بنحو 150 مليون ليرة سورية، بين بذار وأسمدة وفلاحة، متسائلاً: من سيعوض هذه الخسارة؟ وهل المصرف الزراعي التعاوني سينظر بعين الاعتبار للمشكلة ويوجد إمكانية تأجيل القروض بدون فوائد؟

رأي مديرية الزراعة

أوضح المهندس فراس السعيد، مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في حلب، أن مساحة القمح المروي المخططة لهذا العام بلغت 129,590 ألف هكتار، وتم تنفيذ مساحة حوالي 57,467 ألف هكتار منها. بعد انتهاء أشهر الشتاء وبنهاية شهر آذار، جالت المديرية على الأراضي الزراعية لإحصاء المساحات القابلة للحصاد، حيث تبين وجود نحو 43,400 ألف هكتار بحالة عامة وسط بالنسبة للجودة، في حين أن المساحات غير القابلة للحصاد وصلت إلى حوالي 14,067 ألف هكتار. ويعود ذلك إلى أن بعض المساحات غير منتجة بسبب جفاف مياه الآبار نتيجة قلة الأمطار، وتوقف مشروع سهل تادف الباب، ومشروع مسكنة غرب، والأعطال على قنوات الري في مشروع مسكنة شرق، بالإضافة إلى تأخر ضخ المياه. ويقدر إنتاج الهكتار الواحد من القمح بين 700 كغ والطن.

وأضاف أن مساحة القمح البعل المخططة بلغت حوالي 164,163 ألف هكتار، وتم تنفيذ نحو 85,566 ألف هكتار، وهناك مساحة قابلة للحصاد تُقدر بنحو 196 هكتار، وأخرى غير قابلة للحصاد بنحو 85,370 ألف هكتار. وتعتبر الحالة العامة للمحصول ضعيفة نتيجة لعدم هطول الأمطار خلال مراحل نمو النبات وارتفاع درجات الحرارة المفاجئ في شباط وآذار.

تجهيزات استلام الحبوب

قال المهندس محمود أبو بكر، مدير فرع المؤسسة العامة للحبوب في حلب، إن الاستعدادات لاستلام محصول القمح لهذا العام تمت على أكمل وجه، بطرق ميسرة، حيث تم تجهيز اللوجستيات الخاصة بالمراكز من طاقة كهربائية، وأجهزة قياس، ومختبرات، وعناصر عاملة وخبراء.

وأوضح أن المراكز التي تم تجهيزها هذا العام تشمل: مركز صوامع تل بلاط لاستلام القمح/دوكما/ بسعة تخزينية تصل إلى 90 ألف طن، والذي يخدم الريف الشرقي لمحافظة حلب، بالإضافة إلى جزء كبير من الريف الشمالي، ومركز صومعة كفرجوم بسعة تصل إلى 10 آلاف طن، والذي يخدم الريف الغربي للمحافظة وأجزاء من الريف الجنوبي. كما تتركز مراكز استلام الحبوب في مستودعات جبرين، بمجموع عشرين مستودع، ومركز عراء بردة في جنوب حلب. وأكد أن قوائم الشراء لن تتأخر هذا العام بفضل التسهيلات المقدمة، وأضاف: 'أما أسعار القمح هذا العام، في انتظار مخرجات مؤتمر الحبوب الذي سيعقد قريبًا'.

#صحيفة_الجماهير