اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
بعد مرور نحو 600 يوم على بدء الإبادة الجماعية في قطاع غزة، تتواصل فصول الجريمة في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، حيث يكابد معتقلو القطاع أشد أنواع التعذيب وسوء المعاملة، في ظروف اعتقالية تُجرد الإنسان من كرامته وحقوقه الأساسية.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، في تقرير مشترك صدر اليوم، أن إفادات المعتقلين الذين جرى زيارتهم خلال شهر أيار/مايو الحالي في معسكري 'سديه تيمان' و'عوفر'، تعكس حجم الفظائع المرتكبة بحقهم، والتي ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. ووصفت الشهادات الواردة بأنها 'الأشد قسوة منذ بدء الاعتقالات الجماعية بحق أبناء غزة'، مشيرة إلى تصعيد في مستوى التعذيب النفسي والجسدي والإذلال اليومي الممنهج.
'جردوني من ملابسي وصوروني'... بداية الطريق إلى العذاب
يروي المعتقل (ي.س) تفاصيل صادمة لاعتقاله في 27 ديسمبر 2024 من مستشفى كمال عدوان، حيث تم نقله إلى مركز توقيف في القدس، قبل أن يُرحّل إلى معسكر 'سديه تيمان'.
ويقول: 'تم تجريدي بالكامل من ملابسي قبل التحقيق، وصوروني عبر الهاتف. طيلة 24 يوماً كنت مقيداً وتعرضت لتحقيقات متواصلة، بعضها استمر لساعات طويلة، وهددوني باستخدام أساليب تعذيب مثل 'الديسكو'. منذ وصولي إلى المعسكر، لم أبدل ملابسي سوى مرة واحدة، ولا توجد أواني للطعام، نأكل بأيدينا'.
'مزاج الجنود يتحكم في وجعنا اليومي'
الأسير (م.د) المحتجز منذ نوفمبر 2024، أوضح أن الاعتقال بدأ داخل بناية مجاورة لحاجز 'الإدارة المدنية' قبل نقله إلى معسكر 'سديه تيمان'، حيث تعرض لتحقيق متواصل استمر 18 ساعة متواصلة، تبعه تحقيق بأسلوب 'الديسكو' لمدة 24 ساعة.
وأوضح: 'نُحتجز في براكسات تضم 25 معتقلاً، نُمنع من الحديث، وكل سلوكنا تحت مراقبة الكاميرات، ووتيرة الإهانات مرتبطة بمزاج الجنود. لم أبدل ملابسي منذ 90 يوماً، ونستخدم نفس المنشفة للاستحمام، لمدة دقيقتين فقط'.
'الفورة' صارت أداة تنكيل
المعتقل (أ.ر)، اعتُقل من 'الممر الآمن' يوم 27 ديسمبر، وقال: 'قضينا ليلة كاملة في العراء تحت البرد الشديد، وأُجبرنا على ارتداء أرواب 'الكورونا' البيضاء. تعرضت للضرب بشكل عنيف أثناء النقل، وما زلت أعاني من آلام مزمنة في الكتف والغضروف، لكن لا يُسمح لي بالحصول على مسكنات'.
وأضاف: 'أُجبرنا على البقاء جالسين طوال اليوم، نُمنع من الحديث، وعند الخروج إلى (الفورة) يُمنع علينا حتى رفع رؤوسنا، ومن يخالف يتعرض للعقاب'.
'الضرب رغم الإصابة... والبكاء لا يوقف الألم'
المعتقل (م.و)، الذي أُصيب في بطنه قبل اعتقاله في 29 ديسمبر، أفاد بأنه 'تعرض للضرب رغم الإصابة'، وقال: 'لم ألقَ أي رعاية صحية، وأعاني من ألم دائم، وبكيت طوال الزيارة بسبب الإهمال والمعاناة'.
'ثلاثة أيام عارٍ تمامًا... و41 يوماً معصوب العينين'
(ي.ن) معتقل آخر منذ 27 ديسمبر، أوضح أنه بقي ثلاثة أيام بلا ملابس، ثم تم تزويده بـ'روب الكورونا'، وقضى 41 يوماً في القدس مكبل اليدين ومعصوب العينين، وتعرض للضرب المتكرر، ما تسبب له بأوجاع وانتفاخ في ساقه لا تزال تؤثر على حركته.
'منذ خمسة شهور لم أبدل ملابسي'
المعتقل (أ.ل) المحتجز منذ نوفمبر 2024، قال: 'نجبر على خفض رؤوسنا والخروج على شكل 'قطار' عند الفورة، منذ خمسة شهور لم أبدل ملابسي، واستخدموا المياه الباردة كأداة تعذيب شتاءً. يُمارسون العقاب الجماعي، ولا نوفر حتى على أبسط الاحتياجات كمعجون الأسنان أو ورق المرحاض'.
جرائم مستمرة وحصيلة ثقيلة
بحسب الهيئة، فإن عدد معتقلي غزة الذين استشهدوا بعد اعتقالهم بلغ 44، من بين 70 شهيدًا في سجون الاحتلال منذ بدء الإبادة، إضافة إلى عشرات لا يزال مصيرهم مجهولًا بفعل جريمة الإخفاء القسري. وتشير آخر معطيات إدارة السجون الإسرائيلية إلى وجود 1846 معتقلاً من غزة مصنفين كمقاتلين غير شرعيين، وهو رقم لا يشمل من يُحتجزون في معسكرات الجيش.
وتختم هيئة الأسرى ونادي الأسير بالتأكيد على أن ما يجري في هذه المعسكرات ليس سوى امتداد لجريمة الإبادة الجماعية بحق شعب غزة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي الإنساني.