اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
شهدت الحدود اللبنانية يوم أمس موجة جديدة من القصف الإسرائيلي، إذ شهدت مناطق جنوبية وشرقية سلسلة من الغارات الجوية.
تصعيد متجدد
ورُصد في الجنوب تحليق طائرة مسيّرة إسرائيلية في أجواء برج قلاويه – قبرين، قبل أن تُنفّذ مسيّرة أخرى غارات على بلدتي طيرحرفا وكفركلا، حيث قصفت الأخيرة غرفاً جاهزة يُعتقد أنها تُستخدم لأغراض مراقبة أو اتصالات.
وفي عيترون – قضاء بنت جبيل، أفادت المعلومات الواردة بأن طائرة استطلاع اسرائيلية شنّت عند الساعة الثانية والربع من بعد ظهر أمس الإثنين ثلاث غارات متتالية على منطقة مفتوحة تقع عند أطراف المحافر – المطيط، دون أن يُبلّغ عن وقوع إصابات.
ضربات إسرائيلية على الحدود اللبنانية-السورية
كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عنيفة على أطراف بلدة جنتا في السلسلة الشرقية، ثم أعقبتها غارات على منطقة الشعرة، مع دوي انفجارات قوية سُمعت في المنطقة، لا سيما في الجانب السوري من الحدود، بالتزامن مع تحليق على علو منخفض للطيران الحربي الإسرائيلي فوق المنطقة.
وكشفت قناة “كان” الإسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف بنية تحتية تابعة لحزب الله في سهل البقاع، ضمن عملية استباقية لضرب ما تعتبره إسرائيل مواقع للتخزين اللوجستي أو التحصينات الحدودية العائدة للحزب.
رسائل ميدانية بمضمون سياسي؟
هذا التصعيد تزامن مع حركة دبلوماسية خلف الكواليس هدفها، بحسب مصادر مطلعة تحدثت إلى صحيفة “الجمهورية”، احتواء التصعيد وعدم السماح بتفجر الوضع على الجبهة الشمالية. ففي الوقت الذي يُحذّر فيه البعض من تجدد الحرب، تُشير معلومات موثوقة من المداولات الدبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب حالياً بأي مواجهة مفتوحة في لبنان، وأنها سارعت مؤخراً إلى تفعيل لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، عبر تعيين رئيس جديد لها، يعكف حالياً على إعداد آلية عمل أكثر فاعلية ومواكبة للأحداث.
وكشف مسؤول كبير للصحيفة ذاتها أن “منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي وإسرائيل تتفلّت من هذا الإتفاق وترفع وتيرة التصعيد، يعني هذا ليس بالشيء الجديد'، لكنه حذّر في الوقت نفسه من تضخيم بعض التقارير الإعلامية التي تتحدث عن استعدادات إسرائيلية لشن حرب كبيرة معتبراً أن “ما يُقال في الغرف المغلقة لدى الموفدين الدوليين لا يشي بنيّة التصعيد في الوقت الراهن”، وأن الفرنسيين حاضرين دائماً على خطّ ضبط النفس، بالتنسيق مع الأميركيين.
تصعيد مضبوط أم تمهيد لانفجار؟
المشهد الحالي في الجنوب والبقاع الشرقي، كما تصفه مصادر عسكرية ومحلية، يحمل في طيّاته رسائل متبادلة بين حزب الله وإسرائيل، ورسائل خارجية باتجاه العواصم الدولية الفاعلة. فإسرائيل تُكثف غاراتها على ما تعتبره بنى تحتية عسكرية قريبة من الحدود، دون السقوط في فخ التوسّع الذي قد يجرّ إلى مواجهة شاملة، بينما يُراقب حزب الله مواقع الاستهداف، ويختار التريّث في الرد، أو الاقتصار على الردود المحسوبة.
إلى ذلك، يبقى ملف الجنوب اللبناني رهينة تسليم سلاح 'الحزب'، وسط حالة من الترقب في الداخل اللبناني حيث تعلو الأصوات المطالبة بتثبيت الهدوء ومنع أي انزلاق نحو مواجهة واسعة لا يملك لبنان القدرة على تحمّل تبعاتها.