أعلنت مبادرة نحو الإنقاذ أنّها تضع أكفانها بين أيدي الرؤساء الثلاثة، وحمّلتهم مسؤولية سلامة أفرادها أمنياً وجسدياً، بعدما قصف مجهولون – معلومون منزل عضو المبادرة الدكتور هادي مراد في بعلبك، وذلك اعتراضاً على إقامته مأدبة غداء في منزله ببلدته بريتال ظهر أمس.

وبعد مؤتمر صحافي عقده الأعضاء، مراد وإلى جانبه محمد بركات وعماد قميحة، توجّهوا إلى وزارة الداخلية، حيث التقوا الوزير أحمد الحجّار. وبحثوا معه سبل حماية الناشطين السياسيين المهدّدين، تقنياً وسياسياً. وأخذوا منه وعداً بملاحقة الفاعلين وتوقيفهم.

وكان مراد قال في كلمته إنّه يتوقَّع أن تَكونَ القَذائفُ مُوَجَّهَةً إلى إسرائيل، فإذا بِها تَسقُطُ في بُيوتِنا. فَما عَجَزَت عنه إسرائيل، يَقُومُ بِه العَدوُّ الدَّاخِلِيّ. فَإن كانَ الجَيشُ اللُّبنانيُّ مُنتَشِرًا جَنوبَ اللِّيطانِي، فَمَن يَحمِينَا يا فَخامَةَ الرَّئيسِ شَمالَ اللِّيطانِي؟. وتابع مراد: لقد قُصِفنا من الدَّاخِل، وظننَّا بادئَ الأمر أنَّ إسرائيل هي مَن قصفت بيتي. ومن يرى الفيديو يظن ان انزالًا اسرائيليًا حصل في المنزل والله على ما اقوله وكيل.

أضاف: نَحنُ شيعةُ لُبنانَ المُعتدِلينَ، نَتَقاذَفُ بَينَ ثَلاثَةِ أَعداء: إسرائيل، وخَفافِيشِ اللَّيل، والدَّولَةِ الّتي تَعجَزُ وترفُضُ أن تَحمينَا. ونَحنُ اليَومَ نَحمِلُ أَكفانَنَا ونَضعُها بَينَ يَدَي جوزاف عَون ونَواف سَلام. لا حَلَّ لَنا إلّا بالدَّولَةِ وبِالقانُونِ، لِسَوقِ المُجرِمينَ القَتَلةِ الفَجرَةِ إلى السُّجون.وتمنّى مراد لو قُصِفَ بيتي مِن الإسرائيلي، وليس مِن الدَّاخِل. لأني أدرك، وَفقَ دُستورِي، أنَّ الصُّهيونيَّ عَدوٌّ، والمُلْفِتُ أنَّ أدرعي يُنذِرُ قَبلَ قَصفِ البُيوتِ المأهُولَة، في حين أنَّ هَؤلاءِ الأوغادَ لم يُنذِروا حتَّى، وتَخَفَّوا في الظَّلامِ.وختم مراد: إنَّها لَسابِقَةٌ تاريخِيَّةٌ في بَعلبَك، مَدينَةِ الشُّرفاءِ والأوفِياء، وفي بريتال، خَزّانِ العُظماء، بريتال مُلحِم قاسِم، التي ما عَهِدَت يَومًا أن يُعتَدى غَدرًا على بَيتِ أحدِ سُكّانِها بهذِه الطَّريقَةِ العُدوانِيّةِ الصُّهيونِيَّة. وللانصاف وصلتني اتصالات من كبار القوم في بريتال الذين نددوا بهذا العمل الجبان واعتبروا من فعل ذلك مغرض وحاقد وأنا أوجّه لهم شكري وحبّي وامتناني فأنتم أولاد الشرف ولا تقبلون بعمل بلا شرف كهذا.

وكانت كلمة للعضو المؤسّس في مبادرة نحو الإنقاذ محمد بركات، الذي قال: تحضرني جملة كنّا نردّدها في التظاهرات لندلّ على جبن نظام الأسد وذلّه وهوانه بوجه إسرائيل، واستقوائه على المعارضين في لبنان: أسد أسد في الجولان... أرنب أرنب في لبنان. ويمكنكم تغيير الجولان... لكنّ لبنان باقٍ باقٍ باقٍ. وفينا نحن اللبنانيين تتّقدُ شعلة الاعتراض على الذين رهنوا بلادنا للقمع والغدر، بحجّة محاربة إسرائيل. لكنّهم ما حاربوا يوماً إلا لبنان، وما اعتدوا يوماً إلا على الأحرار الآمنين المدنيين. وأضاف: يقصفنا العدوّ الإسرائيلي يومياً. بسبب عبقرية حرب الإسناد التي دمّرت قرانا وبيوتنا. وأفلست تجّارنا. وأهانت أهلنا. وأضعفت دورنا ووجودنا. حتّى أصبحنا كالعبيد المخصيين أمام آلة القتل والهوان، وأمام مسيّراتهم التي تأخذ حصّتها من دمنا يومياً، ولا تنصرف. فيما نموت تحتها بعزّةٍ وكرامةٍ وعنفوان.

وتابع بركات: نحن هنا لندافع عن أنفسنا، وعن أهلنا، عن 20 ألفاً بين شهيد وجريح تسبّبت عبقرية حرب الإسناد في قتلهم. وعن 20 أو 50 ألفاً غيرهم، سنلحق بهم، إذا لم تنتهِ هذه المهزلة المستمرّة. حيث يقبضون على الناس بقوّة السلاح وبالقمع والغدر وفتاوى الظلام والقتل والقهر. وقال: نحن اللبنانيين، وتحديداً أهل الجنوب والبقاع والضاحية، مرشّحون لنكون وليمة المجزرة المقبلة في المنطقة، ولنكون غزّة الثانية، ولنتشرّد في بقاع الأرض وجهاتها، لنتهجّر، ويزداد ذلّنا الذي بدأ... إذا لم نعُد إلى رشدنا، إلى الدولة، إلى التواضع، إلى المواطنة، وإذا لم نقتنع بأنّ هناك مرحلة انتهت، وأنّ الآتي سيكون عظيماً علينا كلّنا إذا لم نستمع إلى أصوات العقل.

ودعا ختاماً الدولة والحكومة والوزارء المعنيين، إلى حماية الحريّات في لبنان. وحماية حقّنا في القول والكلام، وفي تقرير مصيرنا. لأنّهم يريدوننا أن نذهب إلى المجزرة مغمضي العيون والعقول، بلا نقاش ولا جدال.