اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لندن - الثقافي
افتتح في لندن معرض لصور تاريخية نادرة توثق رحلة الأميرة «إليس» حفيدة الملكة فيكتوريا إلى المملكة العربية السعودية عام 1938، احتوى على ما يقارب 200 صورة إلى جانب فيلم وثائقي عن هذه الزيارة.
المعرض تنظمه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومقرها الرياض بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن وتستضيفة الجمعية الملكية للجغرافيا في بريطانيا ويستمر حتى 14 نوفمبر الجاري.
حضر الافتتاح سعادة أ. بندر بن سلمان السديري القائم بالأعمال السعودي، كما حضره كل من:
البروفيسور جو سميث مدير الجمعية الجغرافية الملكية، ومايكل بينيون الصحافي البارز في «التايمز»، والسيدة فيرجينيا فوربس (المساعد الشخصي للأمير تركي الفيصل)، ومارك ماكنزي عضو البرلمان البريطاني السابق، وكيت بومونت (حفيدة الأميرة إليس) والليدي موراي (حفيدة حفيدة الأميرة إليس) ونخبة من الدبلوماسيين والمختصين وأحفاد الأميرة والطلاب العرب.
كانت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة قد أصدرت قبل سنوات مجلداً ضخمًا يحوي مجموعة ثرية من الصور النادرة التي التقطتها «إليس» مع مقدمة تاريخية تلقي الضوء على هذه الزيارة التاريخية متيحة ذلك للمهتمين والباحثين للوقوف على مراحل هامة من تطور المملكة في فترة قياسية من الزمن، ولهذا الغرض تقيم المكتبة معرضاً دائماً في قاعة الندوات بطريق خريص لهذه الصور النادرة لتحقيق هذا الهدف.
يأتي ذلك ضمن جهود المكتبة وبرامجها على الصعيدين الداخلي والخارجي كقوة ناعمة وشاهد عصرٍ على التواصل والتفاعل بين الثقافات، تحقيقًا لوؤية السعودية 2030.
وهو ما أكد عليه معالي الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في كلمته الافتتاحية للمعرض، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها المكتبة للحصول على هذه الصور والفيلم الوثائقي حيث استغرق العمل -كما يقول معاليه- أكثر من عام كامل للبحث عن متخصصين ومعالجتها فنيًا لتظهر بصورة لائقة تناسب الحدث، وهو ما تم بالفعل من خلال أحد الفنيين العالميين في فرنسا المتخصصين في هذا المجال.
كما تطرق بن معمر في كلمته إلى التطور الكبير الذي حصل في المملكة منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز وحتى هذه المرحلة المهمة في تأريخها، مشيرًا في هذا الصدد إلى إعادة تأهيل الدرعية (العاصمة الأولى) حيث خصص لها ما يقارب 5 مليارات دولار، موجهًا الدعوة للحضور وخصوصًا أحفاد الأميرة «إليس» إلى زيارة المملكة خاصة الدرعية والوقوف على هذا التطور وإعادة ذكرى الزيارة التاريخية. وكانت الأميرة إليس كونتيسة أثلون قد قامت بزيارة إلى المملكة مع زوجها إيرل أثلون السعودية في شتاء عام 1938، وتحديدًا في الفترة من 25 فبراير حتى 17 مارس، وهي أول شخصية من الأسرة المالكة البريطانية وحتى الأسر الملكية الأوروبية قاطبة يزور المملكة العربية السعودية في ذلك الحين. حيث قامت الأميرة «إليس» بتوثيق رحلتها التي استمرت ثلاثة أسابيع بصور نادرة بعدستها لم تنشر من قبل بالإضافة إلى فيلم سينمائي، وكتبت مذكراتها حول الرحلة في صورة خطابات موجهة إلى ابنتها (ماي)، كما كتب الوزير البريطاني المفوض في جدة آنذاك ريدر بولارد تقريرًا عن الرحلة واصفًا إياها بأنها لاقت نجاحًا كبيرًا على الصعيدين الدبلوماسي والاجتماعي.
كانت الأميرة «إليس» وزوجها قد وصلا إلى ميناء جدة بعد أن أبحرا من إنجلترا مرورًا بمصر، حيث استقبلهما الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله– نائب جلالة الملك عبدالعزيز في الحجاز، وتشرفا بلقاء الملك عبدالعزيز آل سعود –طيب الله ثراه– الذي صادف وجوده آنذاك في جدة.
ومن غرب المملكة إلى شرقها مروراً بالطائف توجهت الأميرة ذ ومرافقوها بقافلة سيارات، حيث صادفتهم صعوبات شتى كما تقول في مذكراتها، لكن تلك المصاعب لم تفتّ في عضد الأميرة التي أسرتها المناظر الخلابة التي كانت تشاهدها خلال الطريق، مستمتعة -كما تقول- بقضاء الليالي في المخيمات التي كانت تنصب لهما بين الفينة والأخرى عبر الصحراء.
وبعد عبور طرق وعرة مروراً ببئر عشيرة والدوادمي وبعض المدن في الطريق استقرت الأميرة إليس وزوجها في قصر الضيافة الملكية في البديعة على الضفة الغربية لوادي حنيفة، ثم قاما بزيارة للرياض، حيث استقبلهما في قصر الحكم
الأمير سعود بن عبدالعزيز –رحمه الله– الذي كان وليًا للعهد آنذاك، ثم قاما بجولة في الرياض، حيث شاهدا حصن المصمك، ثم الدرعية العاصمة السعودية الأولى.
ثم واصلت الأميرة «إليس» رحلتها من الرياض نحو الساحل الشرقي للمملكة على الخليج العربي بعد أن توقفت في الأحساء واستقبلهم أمير المنطقة الأمير سعود بن جلوي –رحمه الله– ثم إلى العقير فالدمام، كما قاما بزيارة آبار البترول في بداية إنتاجه بكميات تجارية، ومن هناك أبحرت الأميرة إليس وإيرل أثلون إلى مملكة البحرين، قبل أن يستقلا الطائرة مغادرين إلى القاهرة ثانية ثم العودة منها إلى إنجلترا.










































