اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في الليل حيث يلجأ الانسان للسكينة بعد يوم شاق من العمل يلتقي في بيته مع اهله وأولاده يتحدثون يتسامرون يتضاحكون، كل يخبر الاخرين بما حدث معه الى ان يغلبهم النعاس وينامون وهم بكامل الطمأنينة أن لن يعكر نومهم شيئاً.
كل ذلك حُرم منه أهل غزة خلال العدوان الإسرائيلي على غزة اكتوبر2023، فلا راحة للإنسان في النهار؛ لأنه يستيقظ قبل ان تستيقظ الشمس بحثا عما يأكله ويشربه ويلبسه، عن خبر بتوقف العدوان، وما أن يدخل الليل حيز التنفيذ حتى يجتمع الرجل بأسرته أو بمن تبقى من أسرته في الخيمة لا للسمر أو السهر أو الحديث عن احداث النهار المفرحة بل عن احداث النهار الحزينة، مات فلان، تم هدم البيت الفلاني، أصيب فلان، تم نسف الحي الفلاني، حتى يغلب النعاسُ الأطفالَ، ويا ليتهم ينامون نوما بلا منغصات، فهذا ممنوع لان طائرات العدو 'الكواد كابتر' تحلق على مرتفعات منخفضة ولا تستغرب لوقلت لك أن 'الكواد كابتر' قد تدخل البيت او تقف فوق الخيمة وترفع من صوتها فيحدث أن يفزع الأطفال من النوم خائفين وتبقى لمدة تزيد عن ساعة ولك ان تتخيل صاروخا حاقدا يتم به قصف منزل مجاور او خيمة مجاورة والناس نيام فيقزع الجميع مذعورون ولك ان تتخيل الخوف الشديد من انفجار طائرة مسيرة انتحارية يا له من صوت مرعب.
أن يكون القصف ليلاً يعني:
ارتفاع عدد الشهداء والجرحى؛ لأن الناس نائمون والبيوت والخيم مليئة بالناس، وارتفاع عدد البيوت المدمرة، وصعوبة وصول الإسعاف والدفاع المدني، وهذا يصعب عملية الإنقاذ والاسعاف، وارتفاع نسبة الإصابات بالهلع والأزمات النفسية خاصة عند النساء والأطفال.
وتزداد المعاناة حين يكون القصف ليلاً، وفي الشتاء أيضاً، حيث يعجز الناس عن مداواة خيامهم التي تنزف مطراً، أو أجسادهم التي تنزف دماً.
إن غزة التي نزفت وقُصفت على مدار عامين كاملين لن يضيعها الله عزوجل، وثقتنا بالله كبيرة أن يكون العوض منه، والانتقام من العدو على قدر ما ارتكب من جرائم إبادة ضد غزة وبشرها وشجرها وحجرها.

























































