انتقد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بشدة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات الكندية، واصفًا إياها بأنها 'إجراء غبي للغاية'. كما اتهم ترودو -الذي من المقرر أن يغادر منصبه هذا الأسبوع- الإدارة الأميركية بالسعي إلى إضعاف الاقتصاد الكندي، في محاولة لتمهيد الطريق أمام ضم البلاد إلى الولايات المتحدة.

وجاءت تصريحات ترودو بعد أن صعّد ترامب من حربه التجارية، مستهدفًا كلًا من كندا والمكسيك. وردًا على هذه الخطوة، أعلنت الحكومة الكندية فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات أميركية بقيمة 30 مليار دولار كندي، مع التهديد بتوسيع الإجراءات خلال الأسابيع المقبلة لتشمل سلعًا إضافية بقيمة 125 مليار دولار كندي، إذا اقتضى الأمر.

معركة تجارية

في مؤتمر صحفي، أكد ترودو أنه لا يوجد 'أي مبرر منطقي' لهذه الرسوم، مشيرًا إلى أن بلاده ستتخذ إجراءات قانونية ضدها عبر منظمة التجارة العالمية، وكذلك من خلال الاتفاقيات التجارية الموقعة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك.

من جانبه، برر ترامب قراره بفرض الرسوم بأن كندا لم تتخذ خطوات كافية لوقف تهريب الفنتانيل، وهو مخدر أفيوني قوي، إلى الولايات المتحدة. لكن ترودو رفض هذا الادعاء، واصفًا إياه بـ'الزائف وغير المستند إلى أي حقائق'.

المعارضة الكندية

في سياق متصل، هاجم زعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفير، قرار ترامب، متهمًا إياه بـ'طعن أقرب حلفاء واشنطن في الظهر'. وأكد أن بلاده لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذه الإجراءات، مضيفًا: 'كندا سترد بقوة، سندافع عن مصالح شعبنا واقتصادنا، وسنضع كندا أولًا'.

وأشار بواليفير إلى أن هذه السياسة التجارية لن تؤثر فقط على كندا، بل ستنعكس سلبًا على الولايات المتحدة نفسها، إذ ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود وتراجع سوق الأسهم، كما ستؤثر على الوظائف الأميركية، حيث تعتمد واشنطن على المواد الخام الكندية التي تُستورد بأسعار تفضيلية.

علاقات ترودو مع ترامب -والتي لم تكن دافئة أبدا- تدهورت في الأشهر القليلة الماضية بعد أن قال الرئيس الأميركي مرارا إن كندا ستصبح الولاية الأميركية الـ51، وأشار ساخرا إلى ترودو باعتباره 'حاكمها' وليس رئيس الوزراء.