اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
تصدّر خبران اثنان العناوين الإعلامية في الساعات الماضية؛ الأول يقول ان ترامب شتم نتنياهو عندما أبلغه مساعدوه أن 'بيبي' قام باغتيال الرجل الثاني في حركة حماس؛ الأمر الذي يعني – حسب ترامب – أن نتنياهو لا يزال يتحدى قرار وقف إطلاق النار في غزة الذي رعاه ترامب في اجتماع شرم الشيخ.
الخبر الثاني مفاده أن ترامب دعا بواسطة القيادة الأميركية المركزية نحو ٤٢ دولة للاجتماع غداً في البحرين لمناقشة تشكيل قوة الاستقرار الدولي التي من المفترض أن تستلم زمام الأمور في غزة مكان كل من حماس والجيش الإسرائيلي.
ورغم أن ترامب حسب الأخبار المسربة من داخل البيت الأبيض غاضب على نتنياهو ويشتمه ويتوعده؛ إلا أنه في نفس الوقت لم يدعُ تركيا لتشارك في اجتماع البحرين لنقاش قوة الاستقرار الدولي، وذلك نزولاً عند طلب نتنياهو الذي لا يريد رؤية أي جندي تركي في غزة.
والواقع أن تحليل الأخبار الواردة من البيت الأبيض خلال الساعات الأخيرة تحمل الشيء ونقيضه وتشبه وضع الصيف والشتاء فوق سطح واحد؛ بمعنى أن ترامب يشتم نتنياهو ولكنه بنفس الوقت ينفذ رغبته بإبعاد تركيا عن المشاركة في اجتماع البحرين، علماً أن أنقرة شاركت في اجتماع شرم الشيخ؛ وعلماً أيضاً أن ترامب كان متحمساً لمشاركة أنقرة في قوة الاستقرار الدولي في غزة.
.. وعليه فإن المشهد داخل البيت الأبيض يقول ان ترامب يشتم نتنياهو ولكنه بنفس الوقت يفعل ما يريده نتنياهو؛ وهذا التناقض دفع مراقبين للاعتقاد بأن حفلة الشتائم التي يشنها ترامب على 'بيبي'، إنما المقصود منها إرضاء الوسطاء الذين يسألون ترامب عن مصداقية تعهده بضبط إسرائيل تحت سقف اتفاق وقف النار في غزة.
.. وبالعمق فإن دعوة القيادة الوسطى المركزية الأميركية لاجتماع نحو ٤٣ دولة في البحرين لمناقشة تشكيل قوة الاستقرار تؤشر إلى عدة أمور أساسية:
أولها إصرار ترامب على الانتقال من المرحلة الأولى داخل مبادرته إلى المرحلة الثانية التي تنص فيما على نشر قوة الاستقرار الدولي في غزة.
.. ولكن لن تنتهي هذه المهمة غداً في البحرين عند الاتفاق على تشكيل قوة الاستقرار، حيث صار واضحاً لحد بعيد من هي الدول التي ستشارك في هذه القوة؛ بل الأمر الأصعب هو الاتفاق على مهمة هذه القوة؛ فإسرائيل تريد لها مهمة واحدة وهي نزع سلاح حماس؛ بينما معظم دول العالم تريد أن تقوم هذه القوة بحماية الحدود وبتأمين الأمن وتسيير أمور الناس في غزة.
ومن المتوقع ان اجتماع البحرين غداً سيواجه تحد كبير على مستوى حسم هذا الأمر (مهمة القوة).
أما المشكلة الثانية التي ستواجه اجتماع البحرين هي موضوع الفيتو الإسرائيلي المفروض على مشاركة تركيا؛ علماً أن الأخيرة لا تزال حتى الآن تصر على مشاركتها؛ وهي تملك أوراقاً تستطيع أن تضغط من خلالها على اجتماع البحرين وذلك بمقابل ضغوط إسرائيل على واشنطن لمنع مشاركتها (أي مشاركة تركيا)؛ وأبرز أوراق قوة تركيا داخل اجتماع البحرين هي ورقة تأييد باكو لموقفها؛ وهذا التأييد له ثقله نظراً لأن أذربيجان هي من بين نحو ست دول ستتشكل منها قوة الاستقرار الدولي؛ وهذه الدول المشاركة هي باكستان والإمارات ومصر والاردن وإيطاليا..
ثانياً- لم يعد خافياً أن إسرائيل يهمها تفشيل خطوة تشكيل قوة الاستقرار الدولي، وذلك لغير سبب، بينها أن نتنياهو لا يريد أن يشارك أحد إسرائيل بالهيمنة العسكرية على غزة؛ كما أن نتنياهو لا يرغب بنشوء وضع يمهد لتدويل الوضع في غزة؛ لأن ذلك قد يتوسع ليستقر بالنهاية عند تحقق هدف تدويل القضية الفلسطينية وتدويل الوضع في مناطق احتلال العام ١٩٦٧.
قصارى القول أن اجتماع البحرين غداً هو بداية طريق طويل ستكون المنعطفات الحادة فيه هي أبرز سماته.











































































