شهدت مناطق واسعة من الأراضي الفلسطينية المحتلة صباح اليوم الأحد، سقوط رشقات صاروخية كثيفة، ضمن أعنف الهجمات التي نفذتها إيران حتى الآن، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية.

وأفادت إذاعة 'جيش' الاحتلال بأن نحو 30 صاروخًا أُطلقت من إيران على دفعتين باتجاه وسط وشمال الأراضي المحتلة، لا سيما غوش دان، فيما ذكرت القناة 12 العبرية أن أكثر من 10 مواقع تعرّضت لإصابات مباشرة، وسُجلت حتى اللحظة إصابة 27 مستوطنًا، بينهم حالتان حرجتان، وسط أنباء عن وجود عالقين تحت الأنقاض في 'تل أبيب'.

تزامنًا مع دوي صفارات الإنذار في معظم أنحاء الأراضي المحتلة، سُمعت انفجارات قوية ومتتالية هزّت 'تل أبيب' و'حيفا' والسهل الداخلي خلال الضربة الصاروخية الأولى، التي تسببت بأضرار كبيرة.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن الصواريخ الإيرانية أصابت بشكل مباشر مواقع في 'نس تسيونا'، و'تل أبيب'، و'بئر يعقوب'، و'الرملة'، و'أور يهودا'، و'حيفا'. فيما أعلن المتحدث باسم عملية 'الوعد الصادق 3' أن الضربات استهدفت مطار 'بن غوريون'، ومراكز بحوث بيولوجية، وقواعد عسكرية، ومراكز قيادة وتحكم.

وذكرت مصادر إيرانية أن الضربة نُفذت دون إطلاق إنذارات مسبقة، وتسببت بحرائق وأضرار واسعة، أبرزها في مستوطنة 'بات يام'، حيث اشتكى المستوطنون من عدم تفعيل أنظمة الإنذار.

في الرشقة الثانية، تركزت الصواريخ نحو الشمال، وخاصة 'حيفا' و'إصبع الجليل'، وأمرت الجبهة الداخلية المستوطنين بالبقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر.

وأظهرت مشاهد متداولة دمارًا كبيرًا في 'تل أبيب'، وخاصة في مبنى محطة القطار القديمة في 'رمات أفيف'، والذي وصفه الإعلام العبري بأنه 'مدمّر بالكامل ولا يمكن تصور ما جرى فيه'. كما تم تسجيل أضرار كبيرة بالبنية التحتية، وانهيار مبانٍ، ووقوع إصابات متفاوتة.

في المقابل، أمرت شرطة الاحتلال المستوطنين بعدم التوجه إلى أماكن سقوط الصواريخ، وحذّر المتحدث باسم 'جيش' الاحتلال من تداول صور ومعلومات حول أماكن الاستهداف، في ظل تشديد أمني واسع وتعليق حركة النقل العام واقتصارها على حالات الطوارئ.

ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات من هجوم أميركي واسع استهدف مواقع نووية إيرانية في 'فوردو'، و'نطنز'، و'أصفهان'، ما دفع طهران إلى تنفيذ واحدة من أقوى ضرباتها الصاروخية حتى الآن ضد عمق الاحتلال.