تداول ناشطون في السوشيل ميديا فيديو قالوا إنه لحرق مقر 'تجمع نساء زنوبيا' في دير الزور، مساء أمس الأربعاء، وبحسب ما نقلت مواقع إعلامية تهتم بالمرأة فإن نحو 20 مسلحاً أقدموا على حرق مقر التجمع.

وبحسب وكالة أنباء المرأة، فإن الحريق أدى لأضرار مادية كبيرة في المقر التابع لواحدة من المنظمات التابعة للإدارة الذاتية، معتبرة أنه هجوم يستهدف المؤسسات المدنية والنسوية في المنطقة.

ويضم المجلس أربع موظفات تعملن في مجال تمكين المرأة وتنظيم المبادرات المجتمعية، ويعد من أبرز المؤسسات النسوية في ريف دير الزور الشرقي، على حد تعبير الوكالة، التي ذكرت أن الجهات المعنية تحقق في الحادث وأسبابه.

وتقول ناشطات محليات إن الاستهداف الممنهج للمراكز النسوية يعكس الخوف من الدور الذي تلعبه النساء في إعادة بناء المجتمع المحلي، ومحاولة لإعادة تقييد حضورهن في المجال العام بعد سنوات من التقدم النسبي.

ومؤخراً ازداد استهداف النساء العاملات في الشأن العام، سواء عبر التهديد المباشر أو حملات التشويه والتحريض الإلكتروني، وصولاً إلى الاعتداءات الميدانية على المراكز النسوية، في مشهد يعيد إلى الواجهة خطورة العنف القائم على النوع الاجتماعي، خاصة في البيئات التي تشهد فراغاً أمنياً أو ضعفاً في تطبيق القانون.

وترى ناشطات أن ما يحدث هو محاولة لإسكات النساء وإبعادهن عن الحيّز العام، بعد أن أثبتن حضوراً فاعلاً في مجالات التعليم والإغاثة والتنظيم المجتمعي.

إحدى العاملات في الشأن المدني قالت لـ'سناك سوري'، مفضلة عدم ذكر اسمها إن الهجوم على المركز بمثابة «رسالة تهديد لكل امرأة تحاول أن تكون جزءاً من التغيير»، مضيفة: «نحن لا نحمل سلاحاً، نحمل ملفات نساء يسعين لتعليم أولادهن أو تأمين فرص عمل.. ومع ذلك يتم التعامل معنا كخطر يجب إخماده».

وتطالب ناشطات المجتمع المدني بتأمين حماية حقيقية للعاملات في المؤسسات النسوية، وتوفير ضمانات لاستمرار عمل المراكز، معتبرن أن الدفاع عن هذه المساحات الآمنة هو دفاع عن حق النساء في الوجود والمشاركة، لا مجرد تضامن رمزي.

وفي وقت لم يصدر فيه تعليق رسمي عن الجهات المسؤولة في الإدارة الذاتية، تؤكد منظمات نسوية أن تكرار الاعتداءات يفرض على المؤسسات المدنية والحقوقية التحرك المشترك لوضع حد لحملات الترهيب ضد النساء والعاملات في المجال العام، معتبرات أن استهداف المراكز النسوية هو استهداف للمجتمع نفسه.