تتجه الأنظار إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، وموقف حزب الله من خطوة تعيين السفير السابق المحامي سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني إلى طاولة المفاوضات في الناقورة، ضمن إطار لجنة الميكانيزم.

عبّر الحزب مراراً في الأشهر الماضية عن رفضه القاطع لفكرة التفاوض مع إسرائيل، بشكل مباشر أو غير مباشر، مكتفياً بتأييد التمثيل العسكري والتقني فقط كما حصل إبان مفاوضات ترسيم الحدود البحرية في العام 2022. يضع تعيين كرم، كمفاوض مدني للمرة الأولى منذ العام 1983، الحزب في موقف محرج، لا سيما وأنه جاء بموافقة من رئيس مجلس النواب نبيه بري... فأي موقف سيعلن بعد هذه الخطوة؟كشف الكاتب السياسي قاسم قصير، في حديث لموقع mtv، أن حزب الله لم يحدّد بعد أي موقف من تكليف كرم بشكل علني، حتى الآن، بانتظار كلمة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم يوم غد الجمعة.وذكّر بأن حزب الله اعترض في رسالته الى الرؤساء الثلاثة على أي تفاوض سياسي أو تطبيع مع إسرائيل، مؤكداً ضرورة أن يتم العمل على إنهاء الاحتلال ووقف الاعتداءات وإطلاق الأسرى وبدء الإعمار، مشيراً إلى أن الرئيس بري يؤكد أيضاً على هذا الأمر وأن تقوم لجنة الميكانيزم بدورها لإنهاء الاحتلال.وبينما لفت إلى أن الحزب لم يحدّد موقفه بعد على المستوى السياسي، استبعد قاسم صدور موقف رافض غداً لتعيين كرم، لكن قد يكون موقفاً مقيّداً أو مشروطاً.

يكتسب موقف الشيخ قاسم في الثانية والنصف من بعد ظهر غد الجمعة أهمية كبيرة، لجهة تعزيز مفاعيل خطوة لبنان برفع التمثيل في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار على مستوى تجميد التصعيد العسكري، أو إبطال مفعولها في حال أصرّ على رفض التفاوض كما التعاون مع الحكومة والجيش على خط تسليم السلاح.وعليه، فإن الحزب أمام مسؤولية كبيرة غداً أمام جمهوره كما الشعب اللبناني، وستكون لإطلالة قاسم رمزية خاصة وقد اختير لها أن تكون من ضريح السيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية، خلال المهرجان الذي يقيمه الحزب نجيع ومداد، تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس، وتكريماً لمن جمعوا سمو العلم ومجد الشهادة من العلماء الشهداء الذين اكتمل نورهم بشهادة الأمينين العامين لحزب الله، سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله والسيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، كما جاء في بيان العلاقات الإعلامية.