وكالات – مصدر الإخبارية

في خطوة اعتبرتها عائلة الناشط اللبناني المؤيد للفلسطينيين جورج عبد الله انتصارا غير متوقع للقضاء الفرنسي و'تحديا واضحا' للضغوط الأمريكية والإسرائيلية على باريس، أمرت محكمة استئناف فرنسية بالإفراج عنه.

القرار جاء بعد أكثر من 40 عاما أمضاها عبد الله (74 عاما) خلف قضبان السجون الفرنسية، بينها سنوات من الحبس المدفوع بضغوط مارستها تل أبيب وواشنطن على باريس لمنع الإفراج عنه، وفق تصريحات أفراد من عائلته.

واعتقلت السلطات الفرنسية عبد الله عام 1984، على خلفية قضية اغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف، والملحق العسكري الأمريكي تشارلز راي في باريس عام 1982، فضلا عن قضايا أخرى اتهم فيها بتزوير وثائق وحيازة أسلحة.

وبموجب قرار المحكمة، من المتوقع الإفراج عن عبد الله في 25 يوليو/ تموز الحالي، بعد سنوات من رفض طلبات إفراج مشروط بالمغادرة إلى لبنان، تقدمت بها عائلته.

وطُرح اسم عبد الله للإفراج المشروط 11 مرة منذ عام 1999، دون أن يكلل الأمر بالنجاح، رغم أن القانون الفرنسي يتيح ذلك الإجراء منذ أكثر من عقدين.

وأصبح عبد الله مؤهلا للإفراج المشروط منذ عام 1999، حيث تفرج فرنسا عادة عن معظم المحكومين بالسجن المؤبد بعد أقل من 30 عاما بعد بداية محكوميتهم.

وفي تصريحات لقناة 'الميادين' اللبنانية الخميس، قال عبد الله، شقيق جورج، إن 'الضغوط الأمريكية على باريس' كانت وراء عرقلة الإفراج عن أخيه طوال السنوات الماضية.

وتعد الولايات المتحدة طرفا مدنيا في القضية.

أقدم سجناء فرنسا

يعتبر عبد الله 'أحد أقدم السجناء في فرنسا'، وفق تقارير محلية.

ولد جورج إبراهيم عبد الله في 2 أبريل/ نيسان 1951 في بلدة القبيات شمالي لبنان، لعائلة مارونية.

وبعمر 15 عاما انخرط عبد الله في العمل السياسي وانضم إلى 'الحزب القومي السوري الاجتماعي'.

وأكمل دراسته في 'دار المعلمين' ببيروت، وتخرج فيها عام 1970، ليبدأ حياته المهنية مدرسا في إحدى مدارس محافظة عكار شمالي لبنان.

وفي السبعينيات، انخرط عبد الله في الأوساط التي تؤيد حقوق الفلسطينيين والقومية العربية، ما دفعه للانضمام إلى 'الحركة الوطنية اللبنانية' التي أعلنت الكفاح ضد لإسرائيل.

ومطلع الثمانينيات، انتسب عبد الله إلى 'الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين' اليسارية، ثم أسس 'الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية' الماركسية المناهضة للإمبريالية.

وتبنت الحركة التي أسسها عبد الله هجمات تم تنفيذها في أوروبا بين عامي 1981 و1982، وذلك في إطار الأنشطة المناصرة للقضية الفلسطينية.

اعتقال جورج عبد الله

خلال وجوده في فرنسا، اعتقلت الشرطة الفرنسية عبد الله بمدينة ليون في 24 أكتوبر/ تشرين الأول 1984.

وفي 1987، أدين بتهمة 'التواطؤ في اغتيال' الدبلوماسي الأمريكي تشارلز راي، والإسرائيلي ياكوف بارسيمانتوف في باريس عام 1982، ومحاولة اغتيال القنصل الأمريكي روبرت أوم في ستراسبورغ 1984، فضلا عن توجيه تهم إليه تتعلق بتزوير وثائق وحيازة أسلحة.

وآنذاك، حكم عليه القضاء الفرنسي بالسجن المؤبد.

إسرائيل تأسف و'حزب الله' يبارك

عقب إعلان قرار الإفراج عن الناشط اللبناني، بارك 'حزب الله' في بيان لعبد الله، قائلا إن 'الظلم الكبير الذي تعرض له المقاوم جورج عبد الله وإبقاءه محتجزا رغم انتهاء مدة ‏محكوميته القانونية، سيبقى وصمة عار في سجل النظام القضائي والسياسي الفرنسي'.

وطالب البيان بضرورة تنفيذ قرار الإفراج عن الناشط اللبناني 'فورا، دون تأخير أو خضوع لضغوط سياسية تعرقل تطبيقه'.

من جهتها، أبدت السفارة الإسرائيلية في باريس 'أسفها' لقرار القضاء الفرنسي.

وزعمت في بيان أن 'جورج عبد الله إرهابي، وينبغي أن يمضي هؤلاء الإرهابيون، أعداء العالم الحر، حياتهم في السجن'، على حد تعبيرها.

ويأتي قرار الإفراج عن عبد الله بينما تستعد فرنسا لعقد مؤتمر دولي خلال يوليو الجاري، يُفضي إلى الاعتراف بدولة فلسطين.

وتتبنى باريس حاليا موقفا داعما للاعتراف بدولة فلسطين، ويعتزم رئيسها إيمانويل ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر/ أيلول المقبل، حسب تصريحات أدلى بها الأربعاء القنصل الفرنسي في القدس نيكولا كاسيانيدس، خلال لقائه حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.