بيت لحم 2000 -شاركت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين في مؤتمر 'العدالة والرحمة' الذي عُقد في مدينة هيلفويرت الهولندية، بدعوة من منظمة كايروس-سابيل هولندا، وبمشاركة واسعة من قيادات كنسية، وحقوقيين، وناشطين، وأكاديميين من أوروبا وفلسطين.

ومثلت اللجنة في أعمال المؤتمر، عضو اللجنة وممثلها في أوروبا السفيرة أميرة حنانيا، حيث شاركت في جلسة رئيسية بعنوان: 'الإبادة الجماعية في غزة، والتطهير العرقي في الضفة الغربية – والمسيحيون الفلسطينيون ليسوا مستثنين'، إلى جانب متحدثين دوليين بارزين.

واستعرضت حنانيا خلال كلمتها، الواقع الكارثي في قطاع غزة، مؤكدة أن المجاعة المفروضة تمثل جريمة متعمدة ترتقي إلى استخدام التجويع كسلاح حرب، وهو ما أدى إلى استشهاد عشرات الأطفال بفعل الجوع وسوء التغذية.

كما تناولت الاستهداف الممنهج للكنائس والمراكز المسيحية، خاصة في غزة والضفة الغربية، مؤكدة أن الوجود المسيحي الفلسطيني يواجه اليوم تهديدا وجوديا هو الأخطر في تاريخه الحديث.

وشددت على أن ما تتعرض له بلدة الطيبة، آخر بلدة مسيحية بالكامل في فلسطين، من اعتداءات متكررة على أيدي المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، نموذج صارخ لما يواجهه أبناء شعبنا من محاولات تفريغ الأرض من أصحابها الأصليين، وتدمير كل ما يمتّ إلى الهوية الدينية والثقافية بصلة.

وأكدت السفيرة حنانيا أن الرئاسية العليا ستواصل حملتها الدولية، وستكثف جهودها الدبلوماسية والإعلامية، بالتعاون مع الكنائس ومؤسسات حقوق الإنسان حول العالم، من أجل فضح جرائم الاحتلال، ومحاسبة مرتكبيها، ووقف جميع أشكال التواطؤ الدولي، داعيةً المجتمع الدولي إلى كسر صمته ووقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

فيما تم عرض الفيلم الوثائقي 'طريق الآلام' الذي يوثّق المسار التاريخي للمسيحية في فلسطين منذ ميلاد السيد المسيح، مرورا بمختلف العصور، وصولا إلى يومنا هذا، حيث يعد شهادة حية على التاريخ العريق للمسيحيين الفلسطينيين وهو من إخراج حنانيا.

وتخللت جلسات المؤتمر مساهمات متخصصة من عدد من الشخصيات الأكاديمية والكنسية، من أبرزها كلمة رئيسية للقس منذر إسحق تعرض فيها إلى تواطئ بعض مسيحيي الغرب ما يعرفون بالصهيونية المسيحية في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين ودعا إلى ادانة هذا اللاهوت، اضافة لمشاركة كل من شيرين عواد، ويوسف الخوري ولما منصور، وسيف قسيس، كما نُظّمت ورشات عمل حول آليات التحرك والضغط.