نظمت مبادرة إعلام من أجل النساء جلسة حوارية في محافظة دير الزور بالتعاون مع جمعية تكاتف شبابي تحت عنوان 'دور الشباب في مراكز صنع القرار'، حيث شارك فيها شباب من مختلف الخلفيات والمهارات والأفكار وتنوعت توصيفاتهم الوظيفية داخل المجتمع المحلي.

الجلسة التي استمرت نحو 3 ساعات ناقش خلالها الحضور قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة، ركزت بشكل خاص على المتطلبات اللازمة لدعم الشباب للوصول إلى مراكز القيادة، والعقبات التي تحول دون ذلك.

وأكد المشاركون والمشاركات على أهمية تعزيز وعي الشباب السياسي بعيداً عن الانتماءات الحزبية السابقة، وتدريبهم على التفكير المنطقي والتحليل العميق للمفاهيم السياسية وربطها بالاقتصاد والتاريخ لفهم الواقع بشكل شامل.

وطالبوا/ن بوجود مناهج تعليمية وأدلة تشرح القوانين السياسية، إضافة إلى أدوات ثقافية تدعم بناء الوعي السياسي في المدارس، مع التأكيد على أهمية توثيق قصص نجاح الشابات والشباب المرنين القابلين للتغيير كونهم نماذج ملهمة لبناء طاقات شبابية فاعلة.

من جهة أخرى، تحدث الحضور عن احتكار مفهوم المواطنة من قبل السلطة السابقة، التي عملت على تهميش مهارات الشباب وإضعاف دورهم وتحطيم مهاراتهم، فضلاً عن الخوف من الاعتقال أو التعنيف الذي يشكل عقبة حقيقية أمام مشاركتهم الفعالة.

مطالبات بمناهج تعليمية وأدلة تشرح القوانين السياسية، إضافة إلى أدوات ثقافية تدعم بناء الوعي السياسي في المدارس.

ناقش الشباب أيضاً دور الإعلام الحكومي في دعمهم، حيث طالبوا بتخصيص مقاعد دائمة لهم في وسائل الإعلام لتقدير آرائهم وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في كل القضايا التي تمس المجتمع، وبرزت المطالبة بوجود أقسام خاصة بالشباب دائمة داخل الأحزاب السياسية تعمل على تفعيل دورهم في المؤسسات الحكومية.

وأكد الحضور أن وجود الشباب في مجلس الشعب يحدث فرقاً ملموساً بفضل إرادتهم وشجاعتهم وقدرتهم على اتخاذ القرارات بمسؤولية حيث أنهم الجيل الثائر والجيل الذي سيبني، مع ضرورة البدء بنسبة مشاركة صغيرة وتدرجها مع اكتساب الخبرات، كما تمت الإشارة إلى أن الشباب يجب أن يمتلكوا وعياً وإدراكاً عميقاً لقضايا المجتمع السياسية والاقتصادية، إضافة إلى قاعدة تاريخية جيدة وقدرة على التأثير في مجتمعهم، والتحدث بطلاقة، مع مرونة تقبل الرأي الآخر والخلاف.

فيما يخص مسؤولية السلطة الحالية، فقد أكد الشباب على ضرورة تمكينهم عبر توفير خارطة متكاملة لتحليل المعلومات السياسية والاجتماعية وذلك من خلال أماكن توظيفهم، بالإضافة إلى جمع واستقصاء البيانات، وتوفير مسارات تمثيلية متعددة لضمان عدم إقصاء أي مكون من مكونات المجتمع ونعني بذلك الشباب والإناث، مع إشراك الشباب في الرأي العام خلال كل مراحل المرحلة الانتقالية.

أما العقبات التي تواجههم فتمثلت في التمكين المادي والاقتصادي المحدود، والفساد الإداري في بعض الجامعات والمعاهد، إضافة إلى الإعاقة الناتجة عن الإنترنت الذي قد يعرقل تطورهم، كما أشاروا إلى أن العجز النفسي والخمول الناتج عن سنوات التهميش أثّر سلبياً على قدرتهم على العمل النشط والمستمر.

وبالتالي، شدد المشاركون على ضرورة بناء قاعدة اقتصادية متينة للشباب تمكّنهم من ممارسة العمل السياسي بفاعلية، وأكدوا أن المشاركة في صنع القرار يجب أن تتجاوز الحديث إلى الفعل والعمل الحقيقي. وشرحوا أن وعي الشباب يختلف بين من يملكون الوعي والرغبة، ومن لديهم الرغبة دون وعي، ومن يفتقدون الاثنين، وهو ما يتطلب جهوداً مستمرة في التوعية والتعليم.

المواصفات التي يجب أن يتحلى بها المرشح الشاب لدخول مجلس الشعب، الوعي السياسي والاقتصادي، والقدرة على التأثير في المجتمع، والتمتع بمهارات حديث وطلاقة.

وفي ختام النقاشات، تم طرح سؤال حول المواصفات التي يجب أن يتحلى بها المرشح الشاب لدخول مجلس الشعب، فكان من أهمها الوعي السياسي والاقتصادي، والقدرة على التأثير في المجتمع، والتمتع بمهارات حديثة وطلاقة، والمرونة في تقبل الآراء المختلفة، إضافة إلى النزاهة والاستعداد لتحمل المسؤولية.

كما تم التأكيد على أن دور الأحزاب والمجتمع المدني يجب أن يكون فاعلاً في دعم الشباب وتشجيعهم من خلال توفير بيئة إعلامية وتدريبية محفزة تتيح لهم التعبير عن آرائهم والمشاركة في المؤسسات الحكومية بشكل حقيقي وفاعل.

بذلك رسمت الجلسة صورة واضحة لشباب دير الزور الطامحين لتغيير واقعهم السياسي والاجتماعي وذلك عبر تعزيز وعيهم و تمكينهم مادياً ومعنوياً وضمان مشاركتهم في صناعة القرار على مستويات متعددة على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجههم.