حذّرت صحيفة ألمانية من أنّ عودة مئات آلاف النازحين السوريين إلى مناطقهم ما تزال تصطدم بعقبة شديدة الخطورة تتمثّل في انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة، خصوصًا في المناطق الزراعية والقرى التي كانت خطوط مواجهة خلال السنوات الماضية.

وبحسب صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية، ما تزال مساحات واسعة في ريف إدلب وحمص ودير الزور تحتوي على كميات كبيرة من الألغام والقذائف المدفونة تحت الأرض، ما يجعل حياة المدنيين مهدَّدة بشكل دائم. وتشير الصحيفة إلى أن منظمات متخصصة قدرت وجود ما بين 100 ألف و300 ألف ذخيرة غير منفجرة ما تزال قابلة للانفجار في أي لحظة.

وتنقل الصحيفة عن عائلات سورية قولها إن الخوف من “العودة إلى حقول الموت” يمنع الكثير من النازحين من الرجوع إلى قراهم، رغم الظروف المعيشية القاسية في أماكن النزوح. كما وثّقت الصحيفة حوادث عديدة، من بينها إصابة رجل بترت ساقه أثناء عمله في بستان زيتون قرب قريته التي كان يأمل بالعودة إليها.

وتؤكد الصحيفة الألمانية أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، مع تسجيل أعداد متزايدة من الإصابات بين القاصرين نتيجة العبث بأجسام معدنية مجهولة أو اللعب في أماكن غير آمنة. وتضيف أن المستشفيات الميدانية في شمال غرب سوريا تستقبل بشكل مستمر ضحايا لهذه الانفجارات.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن “العودة الآمنة للنازحين السوريين لن تكون ممكنة دون إزالة شاملة للألغام”، مشيرة إلى أن هذه المشكلة باتت أحد أكبر التحديات الإنسانية التي تواجه سوريا اليوم.