في الوقت الذي تواجه فيه فرق الإطفاء حرائق مستعرة في غابات ريف اللاذقية، عاد إلى الواجهة ملف عناصر الإطفاء المفصولين، وبدأ الصوت يعلو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يطالب بإعادتهم إلى الخدمة، ليس فقط إنصافاً لهم، بل استثماراً لخبراتهم التي تبدو البلاد بأمس الحاجة إليها اليوم.

واكتسب عناصر فوج الإطفاء في اللاذقية شهرة واسعة إبان حرائق عام 2020، وذاع صيتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ عملوا لأيام على إخماد النيران التي اشتعلت في أكثر من بقعة وبمعدات بسيطة وسيارات إطفاء قليلة فالنظام السابق لم يعمل أبداً على تطوير منظومة الإطفاء رغم الحاجة لها.

'غدير' قال في منشور له عبر الفيسبوك، إنه من أجل احتواء كارثة الحرائق المستمرة منذ أربعة أيام، يتوجب «الاستعانة الفورية بكل الكوادر السابقة من رجال الإطفاء والموظفين الذين تم تسريحهم سابقاً، لا سيما من أبناء محافظة اللاذقية والمناطق الساحلية، وتشكيل غرف عمليات مشتركة للاستفادة من خبراتهم الميدانية ومعرفتهم الدقيقة بطبيعة الأرض وتضاريسها».

كما دعا إلى «الاعتراف العلني بمحدودية الإمكانيات الحالية، وتوجيه نداء دولي عاجل لطلب المؤازرة، خصوصاً من الدول المجاورة التي تملك قدرات متقدمة في مكافحة حرائق الغابات».

'غدير' قدم شكره وامتنانه لكوادر الدفاع المدني وكل المتطوعين معه، الذين يعملون منذ 5 أيام على إخماد النيران.

ويتفق معه الصحفي 'حازم عوض'، الذي اعتبر أن «حرائق الساحل تحتاج لإعلان الطوارئ البيئية، وإعادة المفصولين من جهاز الإطفاء يمكن أن يفيد من ناحية الخبرات، تدخل الجيش بآلياته قد يفيد، ولا أعلم كيف يمكن طلب المساعدة الدولية».

'عوض' قدم معلومة بأن إعادة الغطاء النباتي للغابات المحروقة قد يحتاج لمائة عام.

أما 'ريم' فبدأت منشورها بمباركة جهود وشكر فرق الدفاع المدني، وقالت: «فريق إطفاء اللاذقية السابق خبرة قديمة بطبيعة الأرض و طريقة إخماد الحريق على مدار سنوات عجاف و هلق مو المهم مين انفصل من وظيفته و مين الي توظف و مين الي عم يشتغل بالاطفاء و يقبض بالدولار هلق المهم الخبرة و نسيطر ع الحريق بعدين انتو وظفوا الي بدكم ياه بس هلق خلونا نحافظ لو على شجرة وحدة نقعد تحتها ع شجرة وحدة يحط عليها العقاب السوري».

في غضون ذلك قال ناشطون إن عناصر الإطفاء المفصولين تقدموا بطلب للمشاركة في إخماد النيران وقوبل طلبهم بالرفض، لكن وفقاً لما قاله أحد العناصر المفصولين لـ'سناك سوري'، مطالباً عدم الكشف عن اسمه إنه لم يسمع من زملائه بمثل هذا الرفض، وبخلاف ذلك شارك مع زملاء له كمتطوعين للمساعدة في إخماد الحرائق التي يتجاوز ضررها سكان المحافظة الواحدة.

وكانت وزارة الداخلية أرسلت تعزيزات لمساعدة فرق الدفاع المدني، إضافة إلى إعلان عن تدخل لبنان بعد تركيا والاردن للمساعدة، في وقت تدخل الحرائق يومها الخامس، ونتج عنها إخلاء لبعض القرى ودمار واسع في الغطاء النباتي.