اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة راية الإعلامية
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
في وقتٍ تعاني فيه غزة من مجازر متواصلة ونظام صحي ينهار تحت الحصار والقصف، يتقدّم خطّ الدفاع الثاني من بعيد؛ من مشافٍ وعياداتٍ في قلب الولايات المتحدة، حيث اختار أطباء فلسطينيون وعرب وأجانب أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مشاهد الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحقّ المدنيين الفلسطينيين.
من رحم هذا الوجع، ولدت مبادرة 'أطباء ضد الإبادة' كتحرّك طبي وأخلاقي عالمي، يقوده أطباء فلسطينيون من الولايات المتحدة، وعلى رأسهم الطبيب نضال الجبور والطبيبة كرامة هواش، لتوثيق الجرائم بحقّ النظام الصحي الفلسطيني، وممارسة الضغط على صانعي القرار الدوليين لوقف العدوان.
في هذا الحوار الخاص مع 'رايـــة'، يكشف د.نضال الجبور عن تفاصيل تأسيس المبادرة، ويوثّق بالرأي والمعلومة ما يصفه بأنه 'أطول عملية إبادة ممنهجة في العصر الحديث'، بدأت منذ نكبة 1948 ولم تتوقف حتى اليوم.
وأوضح الجبورحول خلفية تشكيل المجموعة ': 'نحن طبيبان فلسطينيان من خريجي الجامعة الأردنية، جئنا إلى أمريكا للتخصص والعمل، وبدأنا منذ منتصف عام 2023 نفكّر في ضرورة التحرك. كنا نتابع ما يجري في الضفة الغربية من جرائم قتل وحرق في القرى، وتكرار اقتحامات الاحتلال، خصوصًا بعد تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش التي دعا فيها صراحة إلى حرق القرى وقتل الفلسطينيين. هذه مؤشرات واضحة على الإبادة الجماعية.'
وأضاف: 'نحن كأطباء، واجبنا ليس فقط العمل في العيادات والمستشفيات، بل حماية الحياة ومنع إزهاقها. إذا استطعنا كمهنيين منع حرب واحدة، أو إبادة واحدة، نكون قد أنقذنا أرواحًا أكثر مما نفعل عبر الجراحة أو العلاج السريري.'
'النكبة كانت إبادة جماعية'
وفي حديثه الصريح، أكد الجبور أن ما حدث عام 1948 لم يكن مجرد نكبة بل إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا، وقال: 'سمّيناها نكبة لأننا عاطفيون وخجلنا من الهزيمة. لكنها في حقيقتها إبادة جماعية كان يجب أن نحاسب إسرائيل عليها منذ ذلك الوقت. المجرم حين يفلت من العقاب يتمادى في الجريمة، وهذا ما حدث.'
وأشار إلى أن المجموعة كانت في تواصل مبكر مع جهات حقوقية دولية، وقال: 'تحدثت شخصيًامع المقررة الأممية الخاصة بحقوق الفلسطينيين السيدة فرانسيسكا ألبانيز، وقلت لها إن توصيف ما يحدث على أنه مجرد احتلال ليس دقيقًا، بل هو إبادة جماعية ممنهجة. لم توافقني وقتها، لكنها اليوم، بعد غزة، تصف ما يجري بالإبادة.'
من طبيبين إلى 25 ألفًا
وذكر الجبور أن المجموعة بدأت بشكل غير رسمي، لكنه ومع اندلاع العدوان على غزة، أصبح من الضروري تسجيلها رسميًا. وقال: 'بدأنا طبيبين فقط، أما اليوم فعددنا تخطى 25,000 بين طبيب وممرض ومسعف وعامل صحي ومناصر حول العالم.'
أنشطة المجموعة
وعن أنشطة 'أطباء ضد الإبادة'، أضاف: 'نقوم بعدد من الفعاليات، أبرزها لقاء أسبوعي عبر الزوم مع أطباء من غزة، ينقلون لنا واقع المستشفيات ونقص المستلزمات. هذه المعلومات نعرضها بدورنا على أعضاء الكونغرس والسياسيين في واشنطن خلال زيارات شهرية نخصصها لمقابلة صانعي القرار.'