بيروت (أخبار الآن)

نواف سلام يحظى بتأييد 85 من أعضاء البرلمان اللبناني

كلّف رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب جوزيف عون، القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد إتمام الاستشارات النيابية، وحصول القاضي نواف سلام على 85 صوتاً متقدماً على منافسه رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالي نجيب ميقاتي الذي حصد 9 أصوات فقط، فيما امتنع 34 نائباً عن اختيار مرشح للحكومة.

من هو نواف سلام؟

نواف سلام قاض ودبلوماسي وأكاديمي لبناني، شغل منصب سفير وممثل دائم للبنان لدى الأمم المتحدة، ومثل بلاده في مجلس الأمن.

انتخب عام 2018 قاضيا في محكمة العدل الدولية، وانتخب في السادس من فبراير 2024 رئيسا لهذه المحكمة 3 سنوات إثر انتهاء ولاية القاضية الأمريكية جوان إي دونوغو، وأصبح ثاني عربي يتبوأ هذا المنصب بعد وزير خارجية الجزائر الأسبق محمد بجاوي.

الولادة والنشأة

ولد نواف سلام في 15 ديسمبر 1953 في العاصمة اللبنانية بيروت، وينحدر أصله من عائلة سياسية عريقة، والده عبد الله سلام أحد مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط، وهي شركة الطيران الوطنية اللبنانية، ومثل العائلة في مجلس إدارتها ما بين 1956 و1983.

وكان جده لأبيه أبو علي سليم علي سلام (1868 – 1938) أحد أبرز زعماء المدينة في مطلع القرن العشرين، وأحد نوابها في البرلمان العثماني (مجلس المبعوثان)، كما تولى رئاسة بلديتها (عام 1908).

ويحمل نواف سلام شهادة دكتوراه دولة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية (سيانس بو) في باريس، ودكتوراه في التاريخ من جامعة باريس – السوربون، وماجستير في القوانين من جامعة هارفارد، وله مؤلفات عدّة في السياسة والتاريخ والقانون.

بدأ نواف مساره المهني في مجال القانون عام 1984 محاميا بالاستئناف وعضوا في نقابة المحامين في بيروت ومستشارا وممثلا للعديد من الهيئات الدولية والمحلية والعامة والخاصة في بيروت في فترتي (1984ـ1989) و(1992ـ2007)، كما عمل في مدينة بوسطن الأمريكية ممثلا قانونيا لعدد من المؤسسات الدولية في الفترة ما بين (1989ـ1992).

وقبل ذلك كان قد شرع في مسار مهني في المجال الأكاديمي، إذ عمل محاضرا في جامعة السوربون من عام 1979 إلى عام 1981، حيث درس التاريخ المعاصر للشرق الأوسط، وفي عام 1981 كان زميلا زائرا في مركز ويذرهيد للشؤون الدولية بجامعة هارفارد، وبين عامي 1985 و1989 عمل محاضرا في الجامعة الأمريكية في بيروت.

بعد عودته إلى بيروت عام 1992، عمل محاميا في مكتب تكلا للمحاماة، وبالتوازي مع ممارسته القانون، بدأ تدريس القانون الدولي والعلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت وترأس قسم الدراسات السياسية والإدارة العامة في الجامعة ذاتها في الفترة 2005ـ2007.

وعمل محاضرا في عدة جامعات منها كلية الحقوق في جامعة هارفارد وكلية الشؤون الدولية والعامة في جامعة كولومبيا ومعهد السلام الدولي في نيويورك وكلية الحقوق بجامعة 'ييل' وجامعة 'فرايبورغ' الألمانية وجامعة بوسطن، وفي جامعات عربية في الرباط والقاهرة وأبو ظبي.

وانتخب عضوا في المكتب التنفيذي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان ما بين 1999 و2002، وكانت مهمة هذا المجلس هي تقديم المشورة والاقتراحات والتوصيات في المشاريع ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي التي ترده من الحكومة.

كما عينه مجلس الوزراء اللبناني عام 2005 عضوا ومقررا في الهيئة الوطنية لإصلاح قانون الانتخابات.

أبرز الملفات والتحديات التي تواجه نواف سلام:

1. الأزمة الاقتصادية والمالية: حيث أن لبنان يمر بأزمة اقتصادية حادة، تشمل انهيار العملة الوطنية وارتفاع معدلات البطالة وتضخم كبير إضافة إلى مطالبات بإعادة هيكلة القطاع المصرفي واستعادة الثقة في النظام المالي.

2. الإصلاحات السياسية والإدارية:من حيث مكافحة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية، وتنفيذ إصلاحات هيكلية لتعزيز الشفافية والمساءلة.

3. الخدمات الأساسية كمعالجة أزمة الكهرباء والمياه وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وتحسين البنية التحتية المتدهورة.

4. العلاقات الخارجية: مثل إعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي والمؤسسات المالية العالمية.، والتعامل مع التوترات الإقليمية وتأثيرها على الساحة اللبنانية.

5. الأمن والاستقرار: جيث يتوجب على الحكومة الجديدة ضمان استقرار الوضع الأمني في ظل التحديات الداخلية والخارجية، و التعامل مع ملف اللاجئين وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع.

6. التحضير للانتخابات: جزء مهم جدا في الحكومة الجديدة لإجراء انتخابات نيابية نزيهة وشفافة في موعدها المحدد، وضمان مشاركة واسعة وتحقيق تمثيل عادل لكافة الأطياف اللبنانية.