انتشر على مواقع التواصل فيديو منسوب لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يرد فيه أنه أعلن نية 'إرسال أسلحة ثقيلة لدعم سوريا' عقب قصف إسرائيلي، إثر أحداث محافظة السويداء.

وجاء انتشار الفيديو بالتزامن مع تصاعد المواجهات بين عشائر بدوية ومسلحين دروز في السويداء، جنوبي سوريا، ما دفع الحكومة السورية للتدخل وأسفر عن مقتل العديد من عناصر الجيش والمسلحين، قبل التوصل إلى اتفاقات هشة لوقف إطلاق النار.

وحظي المقطع بما يقارب 3 ملايين مشاهدة على منصة تيك توك قبل أن ينتشر عبر شبكات اجتماعية أخرى.

ويظهر في الفيديو، المنسوب لولي العهد، تصريح مفبرك يقول: 'أستغل هذه الفرصة لكي أعلن أن المملكة العربية السعودية ستدعم سوريا الشقيقة بالأسلحة الثقيلة والمعدات الكاملة وكل ما يلزم مما تحتاج، وأقول للجيش الإسرائيلي لن تستطيع أن تدخل إلى سوريا لتنفيذ المخطط التي تسعى إليه ونحن مع الحكومة السورية قلبًا وقالبا، فأنصحكم نصيحة خليكم عاقلين وتأدبوا، ويجب أن تعلم جيدًا بأننا قادمون إليكم قريبا فلا تتجاوز حدك'.

غير أن التحقق من صحة الفيديو كشف أنه تعرّض لتلاعب رقمي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث أُضيفت إليه مدخلات غير أصلية.

وأظهرت المؤشرات وجود خلل واضح في تزامن حركة شفاه الأمير مع الصوت، ما يؤكد عدم اتساق المشهد مع التصريحات المنسوبة إليه. كما أثبتت أدوات متخصصة في تدقيق المحتوى المُنتَج بالذكاء الاصطناعي، مثل 'Cantilux' و'Deep Aware'، وجود عناصر مثيرة للشبهة في الفيديو، بعضها بدا حقيقيا في حين اتضح أن البعض الآخر زائف، إلى جانب ملاحظات لغوية مثل أخطاء إملائية ضمن النص المنسوب لولي العهد.

واستخدم صانعو المقطع تصميمات مشابهة لتلك التي تعتمدها قناة 'العربية' في الأخبار العاجلة، لكنهم لجأوا إلى نوع خط مختلف عن النمط المعتاد، ما يشير إلى محاولة تضليل.

وأُشير إلى أن أول ظهور للفيديو كان عند الساعة 5:07 من صباح الخميس (بتوقيت غرينتش)، من خلال حساب على تيك توك باسم @alourouba.news، الذي يستخدم شعار قناة 'العربية' ويتابعه أكثر من 432 ألف مستخدم، ويُعرف بنشر مقاطع مضللة بأسلوب مشابه.

أما الجانب المرئي من الفيديو، فتبين أنه قديم ويعود إلى خطاب ألقاه ولي العهد السعودي في 5 نوفمبر 2019، خلال افتتاح مراسم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

في السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء السعودية، الخميس، أن ولي العهد أعرب خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس السوري أحمد الشرع عن 'مساندة سوريا والوقوف إلى جانبها ورفض أي عمل يمس السلم الأهلي والاجتماعي جملة وتفصيلًا'، مؤكدًا على موقف المملكة المعلن في 'إدانة الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الأراضي السورية والتدخل في شؤونها الداخلية'.

في المقابل، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، بمواصلة 'التصرف حسب الضرورة' عقب الهجمات على سوريا، التي استهدفت مباني حكومية في دمشق وقوات تابعة للحكومة في السويداء، موضحا أنها جاءت دعما للطائفة الدرزية.

واتهم نتنياهو الحكومة السورية بانتهاك سياستين وضعتهما إسرائيل، هما نزع السلاح من جنوب دمشق، وحماية الدروز في تلك المنطقة.

وقال نتنياهو، عقب اتفاق وقف إطلاق النار بدعم أمريكي: 'إن وقف إطلاق النار هذا تم تحقيقه بالقوة - وليس عبر الرجاء وليس عبر التوسل - بل من خلال القوة'.

من جانبها، رفضت الحكومة السورية تصريحات إسرائيل بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح، وطالبت مرارا بوقف الهجمات التي تمس سيادتها.

المصدر: RT