في مفارقة لافتة تعكس تقلبات المواقف الدبلوماسية، أثارت تصريحات الوسيط الأميركي من أصول فلسطينية، بشارة بحبح، جدلاً واسعًا بعد أن أن غيّر نبرة خطابه تجاه الأطراف المعنية في ملف التهدئة في قطاع غزة.

ففي أحدث منشور له، دعا بحبح حماس وإسرائيل إلى التوصل الفوري لاتفاق وقف إطلاق نار، مؤكدًا أن 'الأعذار من أية جهة غير مقبولة'، ومعلنًا عن استعداد حماس الكامل للدخول في مفاوضات 'حالًا'. كما شدد على أن الشعب في غزة 'لن يُنسى ولن يُتخلى عنه'.

غير أن المنشور المُعدل نُسب كان في أول نسخة منه أكثر حدة تجاه حماس، حيث أشار فيه إلى 'تردد بعض قيادات الحركة في التوجه إلى القاهرة'، وذهب أبعد من ذلك حين قال إن 'مصير غزة بات مرتبطًا بإيران'، معبّرًا عن استيائه مما وصفه بـ'التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني'.

وقد عبّرت مصادر حمساوية لصحيفة الرسالة المقربة من الحركة عن استيائها الشديد من هذه التصريحات، متهمة بحبح بـ'الكذب والتضليل'، ونفت بشكل قاطع ما جاء في منشوره في النسخة الأولى بشأن وجود تردد لدى بعض قياداتها، مؤكدة التزامها الكامل بالتعاطي الإيجابي مع أي مبادرة جادة لوقف إطلاق النار.

وفندت المصادر الحمساوية مزاعم بحبح، إذ أكدّت أن جزء رئيسي من وفد التفاوض موجود بالقاهرة.

وذكر المصدر أن الدكتور غازي حمد عضو المكتب السياسي للحركة وصاحب قناة التواصل الرئيسية مع بحبح متواجد في القاهرة.

وبين أنّ بحبح وصل للقاهرة؛ بعيد وصول حمد؛ وسرّب للإعلام وجوده بالقاهرة؛ في محاولة ليظهر على أنه يقوم بحراك سياسي هناك.

وكشف المصدر؛ أن الحركة أبدت مرونة عالية في كامل التفاصيل؛ وطالبت بإضافة قطر ومصر على اللجنة التي تقدر 'حسن النوايا' إلى جانب واشنطن؛ وهو طلب رحبت به مصر وشددّت على ضرورة تحقيقه.

وذكر المصدر أنّ الحركة واصلت اتصالاتها حتى في ظل الحرب الايرانية الاسرائيلية؛ ولم تتوقف؛ في نفي واضح لمزاعم بحبح ربط الحركة مصير غزة بإيران.

مرفق المنشور الاول قبل التعديل: 

 المنشور المعدل: