الكاتب:

العقيد علي العمله

في السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر 2017، حقق شعبنا الفلسطيني إنجازا وطنيا وسياديا حين رفع اسمه بين الدول الأعضاء في منظمة الشرطة الجنائية الدولية 'الإنتربول'، ومنذ ذلك الوقت، اصبح انضمام فلسطين لهذه المنظمه العالميه إعلانا بأن لنا الحق مثل باقي شعوب الأرض في بناء مؤسساتنا الأمنية، وملاحقة المجرمين، وحماية مجتمعنا عبر بوابة القانون الدولي.

لم ياتي هذا الإنجاز هكذا ،بل جاء ثمرة لمسار سياسي طويل قاده الرئيس محمود عباس، الذي آمن أن المعركة مع الاحتلال لا تقتصر على الأرض فقط، بل تمتد إلى الساحة الدولية، فمن اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة مراقب، إلى رفع العلم الفلسطيني فوق مقرها، وصولا إلى انضمامنا للإنتربول… وغيرها من الإنجازات الاخرى كلها محطات صنعتها الدبلوماسية الفلسطينية وصارت من ركائز اعتراف العالم بدولة فلسطين وحق شعبها المشروع.

ولم يتوقف الإنجاز عند البعد السياسي فقط، بل ترجمته الشرطة الفلسطينية بعمل ميداني وواقعي، فمنذ تأسيس 'إنتربول فلسطين'، وُضع هذا المكتب في قلب المنظومة الأمنية، ليكون أداة لحماية الوطن والمواطن، وعنوانا للشراكة الدولية في مكافحة الجريمة المنظمة، وقد أثبتت الشرطة الفلسطينية أنها قادرة على إدارة هذا الملف بحرفية ومسؤولية، رغم التحديات التي يفرضها الاحتلال.

ومع تولي اللواء علام السقا قيادة الشرطة الفلسطينية، أولى اهتماما خاصا بتطوير عمل 'إنتربول فلسطين'، وجعله نموذجا للعمل الشرطي المؤسسي المتميز، فقد حرص على أن يشغل المكتب ضباطا أكفاء، مؤهلين علميا ومتخصصين في شؤون الأمن الدولي، قادرين على التعامل مع ملفات معقدة ومتابعة الجرائم العابرة للحدود بدقة ومهنية، اسهم في تحويل 'إنتربول فلسطين' إلى منصة فعالة تخدم الأمن الوطني وتعزز حضور فلسطين على الصعيد الدولي، وتجعل الإنجاز حقيقة ملموسة تسجل في سجل الشرطة الفلسطينية بفخر واعتزاز.

ثمانية أعوام من العمل والإنجاز أكدت أن 'إنتربول فلسطين' يمثل منصة سيادية تحفظ للفلسطينيين مكانتهم بين الدول، وتمنح شرطتنا أفقًا جديدا للتعاون الدولي، وقد كان لرعاية قيادة الشرطة، وحرصها على تطوير هذا المسار، الدور الأكبر في جعل هذا الإنجاز حيا ومثمرا.

اليوم، تحيي الشرطة الفلسطينية الذكرى الثامنة لانضمام فلسطين إلى الإنتربول، فإنها تحتفي بإنجاز مزدوج يتمثل بإنجازات دبلوماسية وطنية بقيادة الرئيس محمود عباس انتزعت الاعتراف، وشرطة فلسطينية، بقيادة شابة ممثلة باللواء علام السقا، رعت هذا الإنجاز وطورته ليصبح واقعا يوميا يخدم المواطن ويحمي الوطن، نعم ثمانية أعوام من الانضمام… ثمانية أعوام من السيادة والعمل… وفلسطين باقية حتى تنال كامل حقوقها ودولتها المستقلة وعاصمتها القدس.