أفاد تقرير صحافي إسرائيلي، مساء الخميس، أن إسرائيل تواصل تمسّكها بإبقاء نقاط التوزيع الأميركية في قطاع غزة، وترفض إزالتها ضمن أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة 'حماس'. ويأتي هذا التعنت في ظل تقلّص فرص التوصّل إلى اتفاق، وفقًا لما نقلته القناة 12 الإسرائيلية.

وأكد مسؤول إسرائيلي في تصريحات صحافية، أن 'المفاوضات لا تشهد أي تقدم حاليًا'، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتجه نحو 'الخطوات التالية'، والتي يُتوقّع أن تتضمّن تحرّكًا عسكريًا جديدًا.

قدّمت الحكومة الإسرائيلية وثيقة جديدة إلى الوسطاء الدوليين، تهدف إلى تحريك مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، وتنتظر حاليًا رد حركة حماس، بحسب ما أفادت قناة 'كان 11'. لكن القناة أشارت إلى أن حماس غير مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات 'ما دام الجوع قائمًا في غزة'.

وبحسب ما أوردت القناة 12، فإن إسرائيل ترفض الإفراج عن أي من مقاتلي 'النخبة' في كتائب القسام ممن شاركوا في عملية 7 أكتوبر، كما تصر على إبقاء نقاط التوزيع الأميركية داخل غزة، وتسعى إلى إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميًا عبر هذه النقاط، كبديل عن القنوات المحلية.

أشارت التقارير إلى أن المبعوث الرئاسي الأميركي، ستيف ويتكوف، زار إسرائيل لمناقشة ملف المفاوضات الإنسانية، وسط حديث عن أن حرية تحركه 'محدودة' بسبب تمسك تل أبيب بمواقفها. وأكدت مصادر أن إسرائيل منحت حماس 'مهلة زمنية محددة' لتقديم رد إيجابي، وإلا فإنها ستباشر تنفيذ خطة ضم المناطق الحدودية داخل غزة، والتي سيطرت عليها منذ أكتوبر 2023.

تفاهم أميركي – إسرائيلي على تغيير مقاربة التفاوض

في هذا السياق، قال مسؤول إسرائيلي إن هناك تفاهمًا ناشئًا مع واشنطن بشأن ضرورة الانتقال من خطة 'الإفراج الجزئي' إلى خطة 'الإفراج الكامل' عن الرهائن، مشددًا على أن ذلك سيكون مرتبطًا بنزع سلاح حماس والمنظومات القتالية في القطاع ككل.

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن ويتكوف ومساعده هاكابي أجريا مباحثات 'بناءة' مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين بشأن آلية إيصال المساعدات. وأكد البيان أن الوفد الأميركي سيزور قطاع غزة لتفقّد مراكز توزيع المساعدات ولقاء السكان، تمهيدًا لإعداد تقرير للرئيس الأميركي حول الخطة النهائية للمساعدات.

انتقدت حركة حماس زيارة ويتكوف إلى غزة، واعتبرها القيادي عزت الرشق مجرد 'استعراض دعائي'، يهدف إلى التغطية على الشراكة الأميركية-الإسرائيلية في تجويع الشعب الفلسطيني. وقال الرشق إن 'ويتكوف لا يرى في غزة إلا ما يريد له الاحتلال أن يراه'، مشيرًا إلى أن ما يجري من مجاعة وجرائم إنسانية يتم تجاهله عمدًا لتوفير غطاء سياسي لاستمرار الجرائم.

وفي تطور ميداني، رفضت إسرائيل مقترح حماس القاضي بتبادل جثامين جنودها بأسرى فلسطينيين، كما اعترضت على بعض البنود المتعلقة بإعادة التموضع والانسحاب من بعض المناطق. بالتزامن، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي انسحاب الفرقة 98 من شمال القطاع بعد 'إتمام مهمتها'، وسط مؤشرات على تقليص التواجد العسكري تدريجيًا في ظل تعثر التفاوض.

وذكرت القناة 12 أن لواءين من قوات الاحتياط سيغادران غزة خلال اليومين المقبلين، إضافة إلى قوات اللواء السابع المدرع، وقبلها فرقتي الكوماندوز والمظليين، التي تم نقلها لمهام أخرى في الضفة الغربية والحدود الشمالية مع لبنان وسوريا.

اقرأ/ي أيضاً: الصحة العالمية تطالب بإدخال الغذاء والدواء لوقف وفيات المجاعة بغزة