اخبار لبنان
موقع كل يوم -الصدارة نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ كانون الأول ٢٠٢٥
خاص موقع الصدارة نيوز…
﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ صدق الله العظيم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'من بنى مسجدًا بنى الله له مثله في الجنة'
استنادًا إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام أقدمت الشيخة ميسّر الرواس عام 2009 على تشييد مسجد ميسّر في منطقة مجدليون شرق مدينة صيدا ليكون منارةً للعبادة الخالصة وفضاءً جامعًا للمؤمنين لإقامة الصلاة وأداء الشعائر إلى جانب دوره التربوي في تنشئة الأجيال على القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد أُنجز بناء المسجد كاملًا على نفقة الشيخة الخاصة من دون أي مساهمة من أي جهة كانت كما تكفلت منذ افتتاحه بكافة المصاريف التشغيلية تأكيدًا على نية الوقف الخالص لوجه الله تعالى بعيدًا عن أي اعتبارات شخصية أو فئوية.
وقبل نحو عام وبصفتها متولية الوقف قررت الشيخة ميسّر تولّي إدارة المسجد والإشراف عليه بشكل مباشر بعد حصولها على الأذونات الرسمية من المراجع المختصة فأصبحت المسؤولة الشرعية والقانونية عن شؤونه ومرافقه وبناءً على ذلك اتخذت قرارًا بعزل الشيخ المكلّف بالإمامة والخطابة وتكليف شيخ آخر مشهود له بالكفاءة والسمعة الطيبة في المدينة للقيام بالمهام الدينية.
إلا أن هذا القرار فتح الباب أمام توتر متصاعد داخل المسجد سرعان ما تحوّل إلى صراع خفي بين أروقته تُرجم باعتداء مباشر على الشيخ الجديد المكلّف في انتهاك صارخ لحرمة المسجد ومكانة رجل الدين وتعدٍّ غير مسبوق على قدسية بيت من بيوت الله.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد إذ بادر الإمام المعزول إلى تقديم شكوى قضائية بحق أحد أبناء مدينة صيدا على خلفية منشور عبّر فيه عن اعتراضه وغضبه مما يجري داخل المسجد عبر منصة 'فيسبوك'، معتبرًا ذلك قدحًا وذمًا في خطوة زادت من حدة التوتر بدل السعي إلى التهدئة والمعالجة.
إن ما يشهده مسجد ميسّر اليوم يعكس محاولة واضحة لفرض الأمر الواقع بالقوة عبر تجاوز قرارات الواقف الشرعي وضرب مقررات اجتماع دار الفتوى عرض الحائط، وهو الاجتماع الذي عُقد في محاولة لاحتواء الأزمة عقب حادثة الاعتداء. كما تم تجاهل التعهدات التي قُطعت آنذاك في ظل غطاء سياسي ـ حزبي وفّر الحماية للمعتدي من دون أي موقف إدانة للاعتداء على رجل دين داخل حرم المسجد في سابقة خطيرة لا تمس مدينة صيدا وحدها بل تضرب صورة الوقف الديني وهيبة المساجد على مستوى الوطن بأسره.
وفي المقابل تواصل الشيخة ميسّر الرواس مسيرتها في العمل الخيري بصمت بعيدةً عن الأضواء والشعارات مقدّمة العون للمحتاجين دون تمييز أو منفعة شخصية واضعة نصب عينيها مرضاة الله وحده ومتمسكة في الوقت نفسه بحقها الشرعي في حماية الوقف وإعادة المسجد إلى دوره الطبيعي كمنبر للهداية وخدمة الإسلام والمسلمين.
وأمام هذا الواقع يبرز سؤال مشروع يردده كثير من أبناء المدينة:
أين تقف دار الفتوى في صيدا مما يجري؟ وما هو دورها في حماية المساجد وصون الوقفيات من التعديات؟ وكيف يمكن تشجيع أهل الخير والميسورين على إنشاء الوقفيات ورعايتها، إذا كانت المؤسسات المعنية عاجزة عن حمايتها في وجه قوى الأمر الواقع؟
إنها أسئلة لا تحتمل التأجيل لأن المساس بالوقف ليس شأنًا فرديًا بل مساسٌ بجوهر الرسالة الدينية وبالثقة المجتمعية التي يقوم عليها العمل الخيري برمته











































































