عندما يتخذ الرجل والمرأة قرار الإنجاب يكونان قد أدركا المسؤولية الكبيرة التي سيواجهانها. وعندما يأتي هذا الطفل، يعتنون به بكل ما لديهم من قوى وقوة وحسب ما يقول المثل اللبناني: بدموع العين. لكن هناك واقع يفرض نفسه وهو العمل فعندما تنتهي فترة الأمومة المعطاة للمرأة تضطر للعودة الى العمل والبحث عن حضانة جيدة تعتني برضيعها في فترة غيابها.ولكن في المقابل تظهر على شاشات التلفاز ومواقع التواصل اخبار مثيرة للريبة والقلق كان آخرها الحادثة في احدى الحضانات في منطقة كسروان، حيث تعرضت طفلة للاختناق بالحليب، كما ان الامثلة كثيرة في هذا المجال من عدم الانتباه الى التعنيف...

فكيف سيثق الأهل بوضع أطفالهم في الحضانات بعد هذه الأحداث في وقت يحتاجون فيه الى هذه المؤسسات كي تحمي اطفالهم وتحتضنهم؟الدكتور ايلي سالم، المتخصص في طب الاطفال وحديثي الولادة، يرجح عبر وكالة أخبار اليوم ان الوفاة حصلت في الحضانة المذكورة نتيجة ارتجاع للطعام أو reflux، اذ ان انتقل الحليب من المعدة الى المجرى الهوائي والى الرئة يؤدي الى توقف القلب نتيجة عدم القدرة على التنفس بطريقة صحيحة، وهذا ما ذكرته وزارة الصحة بتقرير أصدرته عن الحادث.وردا على سؤال، اوضح سالم أن الحضانة تتحمل المسؤولية لجهة طريقة التعامل مع هذه الحالات، قائلا: عندما يتناول طفل في الشهر الرابع الحليب يجب أن ينام رأسه مرفوعا بنحو 45 درجة، ليكون مجرى سير الحليب طبيعيًا، كما أن على الحضانة أن تجري رقابة مشددة على الأطفال في الأشهر الأولى من أعمارهم أكثر من بقية الأولاد، والقيام ببعض الخطوات لجعل التنفس طبيعيا.واضاف: الأهل يتحملون أيضًا جزءا من المسؤولية من خلال عدم اعطاء الارشادات اللازمة للحضانة حول كيفية التعامل مع الاطفال، وكيفية نومهموتابع: بالعودة الى الحالة المذكورة من المستحيل أن تكون هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها الطفلة للـreflux.وعن الاجراءات التي يجب على الحضانة اتخاذها للحؤول دون هذه الحوادث، فاجاب سالم: في المرحلة الأولى، على الأهل تقديم تقرير مفصل عن حالة الطفل الصحية وما اذا كان يعاني من أي مرض وكيفية التعامل معه، واستشارة الطبيب المعالج من اجل تزويد الحضانة بالمعلومات الطبية الدقيقية لتجنب أي ضرر. وبالتالي انها شراكة ثلاثية بين الأهل والطبيب والحضانة. وفي حال وجود أي شك عند الحضانة يمكنها التواصل مع الطبيب لايضاح الفكرة وهذا ما يحصل معي ببعض الحالات وعندما يتعرض الولد للـreflux. وختم: لا يجوز ترك الرضيع على ظهره، بل نديره على جنبه كي ينزل الحليب من الأنف والفم ومن ثم يتم سحب الحليب العالق وفتح مجرى التنفس، وبذلك نمنع حالات الاختناق.