يوسف فارس

المركزية – على رغم الحراكين الداخلي والخارجي الراميين الى ملء الشغور الرئاسي لا يزال الملف محكوما بالجمود والشلل، فكل مؤشراته لا تشي بانفراج وشيك، بل على العكس، افقه مسدود بالكامل والخوف من ان يبقى لبنان بلا رئيس للجمهورية لآماد طويلة في ظل هذا الانقسام العامودي الحاصل في تركيبة المجلس النيابي والقوى السياسية والحزبية المتحكمة بمفاصل الواقع القائم. سنة ونصف السنة مضت من الفراغ في سدة الرئاسة والبلاد ما زالت تلف وتدور في ذات الحقل الحافل بالتناقضات ولم يسجل اي تراجع من اي طرف عن شروطه التي احبطت المساعي الداخلية ومحاولة صياغة التوافق على رئيس واحبطت الجهود الفرنسية وكذلك القطرية وخيبت مساعي اللجنة الخماسية من دون ان تستغل فرصة الحل التي توفرها لاعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان، ما يؤكد بما لا يقبل الشك ان بعض الاطراف الفاعلة المحلية لا تريد رئيسا للجمهورية بل لا تريد بلدا. هذا ما يعزز اليقين بالبقاء على هذه الحال من الفراغ الرئاسي ليس فقط حتى نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي انما لسنوات طويلة .

الوزير السابق فارس بويز يقول لـ 'المركزية' في السياق ان التوازن السلبي القائم على المستويين: الداخلي المتمثل في محوري ما يعرف بالمعارضة والممانعة. والدولي القائم بين ايران وحلفائها واميركا ومؤيديها يجعل من الصعب الرهان على امكان انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور الا اذا حدثت صدمة من شأنها دفع الجميع لجعل الاستحقاق امرا واقعا .هذه المشهدية تنسحب على كل من الحراكين المحلي بدءا من دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى الحوار وصولا الى تحرك كتلة الاعتدال الوطني وما بينهما، والخارجي المتجسد في مسعى الدول الخماسية الرامي الى تقريب وجهات النظر ووضع خارطة طريق لالية انتخاب الرئيس من غير الدخول في الاسماء .الجامع المشترك بين كل هذه الطروحات الرئاسية هو التوافق المفقود الذي من دونه لا انتخاب رئيس ولا قيامة للبنان المرتكز الى هذا المبدأ الذي ما اختل الا وانتج المصاعب والمشكلات على ما شهدنا منها منذ العام 1975الى اليوم .

ويتابع: حتى الساعة لا يبدو اجراء الاستحقاق الرئاسي قريبا، نظرا لان كل فريق من الافرقاء المعنيين بالملف سواء كانوا محليين او خارجيين لا يزال يعتقد انه وحده قادر على الاتيان بالرئيس الذي يريد وان مسار التطورات قد يمكنه من ذلك .حتى وان تم الامر على هذا النحو هل الرئيس العتيد سيكون قادرا على الحكم . بالطبع لا. لذا لا مناص من التوافق على مرشح يقبل به الجميع ولا يشكل تحديا لاحد .