اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
بينما تؤكّد واشنطن أن الهجمات قضت بالكامل على البرنامج النووي الإيراني، تكشف مصادر استخباراتية عن تقييمات مُتباينة تشير إلى تأثيرٍ محدودٍ، مما يثير جدلًا حول مستقبل الملف النووي الإيراني واحتمالات استمرار التصعيد أو التهدئة في المنطقة.
وعلى الرَّغم من تأكيدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين في إدارته بأنّ الضربات التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية قضت تمامًا على البرنامج النووي الإيراني، كشفت مصادر استخباراتية مطّلعة خلاف ذلك.
فقد أفاد مصدر مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسيّة المعلومات، بأنّ الضربات لم تقضِ على مخزونات اليورانيوم المخصّب داخل إيران، مُرجّحًا أن تكون قد عطّلت البرنامج النووي لبضعة أسابيع أو شهرَيْن على الأكثر، بحسب وكالة 'رويترز'.
وتُعزّز هذا التقدير ثلاثة مصادر أخرى مطّلعة، أشارت إلى أن تقييمًا أوليًا أعدّته وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA)، وهي الذراع الاستخباراتيّة الرئيسيّة لوزارة الدفاع الأميركية وإحدى 18 وكالة استخبارات في البلاد، خلص إلى أنّ الأثر الفعلي للضربات كان محدودًا من حيث الزمن والتأثير.
لكنّ هذا التقييم لم يلقَ إجماعًا داخل الإدارة، إذ وصفه أحد المصادر بأنّه 'موضع خلافٍ واسعٍ'، خاصةً أنه يتعارض مع التصريحات العلنية للرئيس ترامب ووزير الدفاع بيت هيغسيث، اللذَيْن أكدا أنّ الضربات 'قضت بالكامل' على البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني.
وكان ترامب قد صرّح بأن 'المواقع النووية المهمّة تم تدميرها كليًا'، فيما قال هيغسيث إنّ الهجمات 'محَت الطموحات النووية الإيرانية'. أمّا المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، فقد وصف تسريب التقييم الاستخباراتي بـ'الخيانة'، داعيًا إلى محاسبة من سرّبوا التقرير، ومعتبرًا التقارير التي تقلّل من فعالية الضربات 'سخيفة ولا أساس لها'.
في المقابل، رأى خبراء أنّ تقييم الضرر الحقيقي للمنشآت المستهدفة، مثل 'فوردو' و'أصفهان' و'نطنز'، سيكون مهمةً معقّدةً، خصوصًا في ظلّ استمرار التحقيقات من قبل جهات استخباراتية عدّة، وليس فقط وكالة استخبارات الدفاع.
وبينما لم تؤكّد الولايات المتحدة بعد حجم الأضرار الفعلية، أقرّ مسؤول أميركي بأنّ المعطيات لا تزال غير مكتملةٍ حتّى الآن.
من جهتها، نفت إيران أن يكون برنامجها النووي قد توقّف. وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، إنّ بلاده كانت قد اتّخذت تدابير استباقية لإصلاح المواقع المتضررة واستعادة قدراتها، مؤكدًا أنّ عمليات الإنتاج والصيانة لن تتوقّف.
وعلى الرَّغم من ذلك، عاد ترامب وأصرّ مجدّدًا، اليوم الأربعاء، على أنّ 'المواقع النووية الإيرانية دُمّرت بالكامل'، متحدّيًا ما ورد في التقييم الاستخباراتي الأميركي.
تجدر الإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة كانت قد ألقت نحو 12 قنبلةً خارقةً للتحصينات، تزن كل واحدة منها 30 رطلًا، على منشأة فوردو شديدة التحصين، بالإضافة إلى ضرباتٍ استهدفت موقعي نطنز وأصفهان، في أعقاب مواجهاتٍ مباشرةٍ غير مسبوقةٍ بين إسرائيل وإيران.
وفي تطوّرٍ مفاجئٍ، أعلن ترامب الثلاثاء عن وقفٍ لإطلاق النار بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، ليُنهي جولةً من التصعيد العسكري كانت قد أثارت مخاوف إقليمية ودولية واسعة.