اخبار سوريا
موقع كل يوم -جريدة الأخبار
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٤
الحسكة | تسعى واشنطن، من وراء اعتداءاتها المتكرّرة على القوات الرديفة للجيش السوري (3 هجمات في 10 أيام)، لدفع فصائل المقاومة إلى وقف استهدافاتها التي تطاول القواعد الأميركية في سوريا، علماً أن أكثر من 100 استهداف سُجّلت خلال العام الجاري. وكان الطيران الأميركي شنّ، ليل الثلاثاء، غارات جوية على باديتَي القورية والعشارة في ريف مدينة الميادين شرق دير الزور، فيما لم ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية. ويمكن وضع الهجوم الأخير في إطار استراتيجية بدأتها واشنطن الشهر الماضي، بعدما ضاعفت التعزيزات العسكرية المتّجهة إلى سوريا، ونفّذت ضربات جوية وبرية متقطّعة، لوضع حدّ لنشاط الفصائل المتصاعد ضدّها.
ووفقاً لـ«المرصد السوري» المعارض، استقدمت الولايات المتحدة، منذ بداية العام الجاري، «2258 شاحنة تحمل معدات عسكرية ولوجستية وصواريخ، من إقليم كردستان العراق على دفعات»، بالإضافة إلى «136 طائرة شحن هبطت في القواعد، محمّلة بالأسلحة والمعدات والذخائر المتنوعة في الفترة نفسها». وسجّل شهر تشرين الأول الماضي استقدام أكثر من 400 شاحنة، وهو رقم قياسي بالمقارنة مع الأشهر السابقة، والتي كان أعلاها في شهر آذار (240 شاحنة)، وتموز (200 شاحنة). أيضاً، سجّل الشهران الحالي والماضي، أعلى نسبة هبوط لطائرات الشحن العسكرية، بواقع 15 طائرة في تشرين الأول، و18 طائرة في تشرين الثاني، وبمعدل نحو 30% من إجمالي الطائرات التي هبطت خلال هذا العام.
ويبدو أن عودة نشاط فصائل المقاومة، والذي انخفض بين شهرَي نيسان وأيلول، قبل أن يتجدّد في تشرين الأول، مع تنفيذها نحو 13 استهدافاً ضدّ القواعد الأميركية، أقلقت الأميركيين، ودفعتهم إلى اتباع استراتيجية الردّ على أيّ هجوم جديد، ومضاعفة إجراءات تحصين القواعد. أيضاً، يَظهر أن واشنطن تتحسّب لتصعيد إضافي، بعد تكثيف إسرائيل اعتداءاتها الجوية شبه اليومية في سوريا، فضلاً عن احتمال قيامها بتوغل بري في جنوبها. وقالت مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، إن «واشنطن تدرك أن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، واحتمال توسعتها إلى سوريا، يشكلان خطراً كبيراً على قواعدها هناك»، مشيرة إلى أن «نوع التعزيزات وحجمها، إلى جانب استقدام دفعة جديدة من طائرات إف-15 وإف-16 إلى الشرق الأوسط، هي بمثابة تحسب أميركي لأعلى درجات التصعيد الذي قد تشهده المنطقة في الأشهر المقبلة». ولفتت المصادر إلى أن «القوات الأميركية الموجودة في سوريا، لا تزال تتعامل مع فترة وجود لا تقلّ عن عامين إضافيَّين في هذا البلد، وفق الاتفاق المعلن مع الجانب العراقي على جدولة الانسحاب من المنطقة»، مرجّحة «عدم تفكير واشنطن في الانسحاب بشكل جدّي طالما تواصلت الحرب على غزة ولبنان». وبيّنت المصادر أن «المقاومة أثبتت قدرة عالية على التكيّف مع الإجراءات الأميركية وتجاوزها»، متوقّعة أن «تواصل زخمها في استهداف الأميركيين كخيار لا بد منه للضغط عليهم، ودفعهم إلى استعجال الانسحاب من المنطقة».
من جهة أخرى، تواصل تركيا ضغطها الإعلامي والسياسي على إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ودعوتها إلى تطبيق وعودها بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية. وفي هذا السياق، أكّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في تصريحات إعلامية، أن «أنقرة مستعدّة للتعامل مع الواقع الحالي، والوضع الجديد الذي سيحدثه الانسحاب الأميركي المحتمل من سوريا»، مشدداً على أن «الأمن القومي التركي يأتي قبل كل شيء». ورأى أنه «مثلما نبذل جهوداً لتجفيف مستنقع الإرهاب (حزب العمال الكردستاني، والوحدات الكردية)، ينبغي على الحكومة السورية أن تبذل الجهد نفسه».