كشفت هيئة البث العبرية 'كان' مساء اليوم الأربعاء، أن الاحتلال يجري مفاوضات سرية مع حركة حماس عبر الوسطاء، للسماح بـممر آمن لعشرات المقاتلين المحاصرين في نفق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، مقابل إعادة جثة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين، الذي قُتل وأُسرت جثته خلال حرب 2014.

وأفادت 'كان' أن رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي إيال زمير عقد جلسة خاصة مطلع الأسبوع بشأن النفق، حيث يتحصن ما بين 80 إلى 120 مقاتلا من حماس، وقرر أنه لا انسحاب لهم إلا بعد تسليم جثة غولدين، مع التأكيد على أنهم يجب أن يكونوا غير مسلحين.

وأكدت مصادر أمنية للاحتلال أن جثة غولدين محتجزة فعلياً داخل نفس النفق في حي الجنينة برفح، وأن الجيش يمتنع عن قصفه خوفاً من فقدان أي أثر له، مشددة على أن حماس قادرة على تسليمه 'في أي لحظة'.

ووصفت المصادر النفق بأنه 'مسار معقد'، وبدأ الجيش الإسرائيلي برسم خرائطه، لكن المستوى السياسي لم يتخذ قراراً نهائياً بعد.

وكانت 'كان' قد كشفت مطلع الأسبوع أن الوسطاء (مصر وقطر) يضغطون على إسرائيل للسماح بـممر آمن للمقاتلين المحاصرين داخل المناطق التي تحتلها إسرائيل، محذرين من أن استمرار الاشتباكات برفح يهدد تنفيذ الاتفاق بأكمله.

وأُجريت المفاوضات دون علم إسرائيل في البداية، وأُبلغت بها في مراحل متأخرة.

من جانبه، رفض رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بعودة المقاتلين إلى مناطق سيطرة حماس، لكن الموضوع أثار خلافات داخلية حادة بين من يرون فيه فرصة للضغط لاستعادة الجثث، ومن يخشون أن يمنح ذلك شرعية لسيطرة حماس على الأسرى.

يُذكر أن هدار غولدين هو أحد جنديين إسرائيليين قُتلا في حرب 2014، واحتُجزت جثتاهما لدى حماس منذ ذلك الحين.