بين مؤيد ومعارض قُضي الأمر وجاء قرار الرئيس والقيادة الفلسطينية مُجتمعةً بتأجيل الانتخابات امتثالاً للموقف الدائم بأن لا حل بدون القدس ولا دولة بدون القدس وكذلك لا انتخابات بدون القدس.

هذا البند المُتعلق بالانتخابات وقعت عليه كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس ضمن وثيقة الوفاق الوطني التي أبرمت في القاهرة بعد اجتماع الفصائل هناك والذي جاء ضمن اتفاقات جماعية وثُنائية، ومن المفارقات أن هذه الفصائل التي وقعت على الوثيقة نراها اليوم ترفض وتشجب وتستنكر قرار التأجيل وتتهم الرئيس وحركة فتح بأن هذا القرار نتيجة خوف 'فتح' من الهزيمة فيما تناسوا بأن القدس أهم من كل المواقع ونسوا أيضا أنهم توافقوا على أن لا انتخابات من دون القدس، فكيف لهم اليوم أن يُناقضوا انفسهم، حيث عمدت تلك الفصائل نحو استعطاف بعض الجمهور لكسب المزيد من الشعبية ضمن جهل مُتعمد لفصيل فلسطيني أسس لهدف تحرير فلسطين، فكيف له أن يجهل ما يدور حوله وما يشارك في صياغته والتوقيع عليه وإما ان كانت للاستعطاف وكسب المزيد من التأييد الشعبي فاعتقد ان شعبنا الفلسطيني لديه الوعي الكافي ويستطيع التمييز بين الصح والخطأ ولا يُمكن التلاعب بمواقفه .

أرى أن من المهم الآن ليس صحة قرار التأجيل أو عدمه لأن القرار صدر وبدأ التنفيذ، ولا جدوى من الموافقة او المعارضة ان كانت تلك المواقف هدفها الدفاع عن مصالح شعبنا وقضيته وحماية مقدارته وإيصاله الى بر الأمان في معركة التحرر الوطني التي نخوضها جميعاً، وهنا يجب علينا جميعا مؤيدين ومعارضين البدء فوراً دون تأخير بالإعداد لمرحلة ما بعد القرار، وكيف لنا مُجتمعين أن نتخلص من أسباب التأجيل وفرض موقفنا الفلسطيني على حكومة الاحتلال من خلال تحصين الجبهة الداخلية وإنهاء الإنقسام والقضاء على كل أسبابه ونتائجه وتشكيل قيادة وطنية جامعة تضم الجميع هدفها تحقيق الحرية والاستقلال والعيش في كنف دولتنا الفلسطينية المُستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهذا لن يحصل إلا من خلال الحفاظ على حالة الاشتباك الدائم مع الاحتلال بكل الطرق المشروة قانونياً تحت راية الوطن الواحد وخلف قيادة فلسطينية جامعة، وهذا ليس ببعيد إن صدقت النوايا وتنازلنا عن المُحاصصة والبحث عن مكاسب هنا وهناك، لأن المكسب الوحيد الذي يمكننا الحصول عليه هو تحقيق الهدف الذي استشهد من أجله الالاف من ابناء شعبنا ودفع عشرات الالاف من شبابنا زهرة شبابهم خلف قضبان الاحتلال وهو النصر على المُحتل وإقامة دولتنا العتيدة دولة المؤسسات والقانون، ولنتوقف فوراً عن تراشق الاتهامات وتعكير الأجواء وليكن اشتباكنا مع الاحتلال وليس مع أنفسنا ولتستمر بوصلتنا مثتجهة نحو القدس دُرة التاج بشكل دائم سنصل الى ما نصبو اليه بأسرع وقت وباقل الأثمان.

المقعد الفلسطيني في صفقة العصر

في ذكرى رحيل القائد الرمز ياسر عرفات

ثقافة مزدهرة وأفلام ممنوعة في جو احتفالي بهيج..!!