اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
في ظل تصاعد التوترات الداخلية والخارجية، ووسط تجاذبات سياسية حادة حول ملف السلاح غير الشرعي ودور الجيش، شكّل اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية جوزاف عون برئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد محطة مفصلية في سياق إعادة ضبط الإيقاع السياسي وفتح قنوات التواصل مع 'حزب الله'.
اللقاء، الذي يأتي بعد قطيعة أعقبت قرارات حكومية أثارت التباين، حمل في طيّاته مؤشرات على توجه جديد نحو التهدئة، ومعالجة الخلافات بروح المسؤولية الوطنية، بعيدًا عن التصعيد. كما عكس حرص الطرفين على احتواء التوتر، وتثبيت الاستقرار الداخلي، في وقت تتزايد فيه التحديات الإقليمية والضغوط الدولية على لبنان.
وفي التفاصيل، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون أمس، رئيس 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد، حيث تم التداول في عدد من القضايا والاستحقاقات الوطنية، و'جرى التوافق على معالجة التباينات بحرصٍ على تحقيق المصلحة الوطنية العليا' حسب المعلومات الرسمية عن اللقاء. وهو اللقاء الأول بينهما بعد أزمة قرارات الحكومة في جلستي 5 و7 آب الماضي حول جمع السلاح وتكليف الجيش وضع خطة تنفيذية لذلك. وحسب الأجواء ساد الود والمزاح في الاجتماع الذي حضره فقط مستشار الرئيس عون العميد أندره رحال المكلف التواصل مع حزب الله.
كما زار رعد قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد.
وفيما قالت مصادر رسمية لـ'الجمهورية'، إنّ انعقاد هذين اللقاءين يدل إلى توجّه جديد في التعاطي مع القضايا المطروحة، ويشير إلى فتح الباب لمعالجتها، وقالت مصادر تسنّى لها الإطلاع على أجواء اللقاء بين عون ورعد لـ'الجمهورية'، إنّه كان الأول بينهما بعد الأحداث الأخيرة وعودة رئيس الجمهورية من نيويورك، وفي ظل تصاعد الخروقات الإسرائيلية التي أودت أمس بحياة مهندسين في منطقة الخردلي ـ الجرمق. كذلك جاء هذا اللقاء بعد فعالية إضاءة صخرة الروشة وما سبقها ورافقها وتبعها من مضاعفات سياسية، كان لرئيس الجمهورية ووزير الدفاع وقيادة الجيش مواقف منها حالت دون تطور الأوضاع سلباً.
وقد عبّر رعد لعون ولقيادة الجيش عن الشكر والتقدير لموقفهما المتوازن من هذه القضية، وقبلها موقفهما من ملف حصرية السلاح بيد الدولة والخطة التنفيذية التي وضعتها القيادة العسكرية في شأنه. وقد جاء اللقاء أمس قبل صدور التقرير الشهري الأول عن القيادة العسكرية، والذي سيطلع عليه مجلس الوزراء في جلسته المقبلة في حال جهوزيته.
وحسب معلومات مصادر رسمية لـ 'اللواء' فإنّ لقاء رعد مع الرئيس عون ثم مع قائد الجيش يعكس مناخاً جديداً في العلاقة وانفتاحاً اكتر من السابق. فيما ذكرت مصادر مقربة من 'حزب الله' لقناة 'الجديد' أنّ 'لقاء الرئيس عون والنائب رعد تناول عناوين عدة كالخروقات الإسرائيلية وإعادة الإعمار وقانون الانتخاب وإعادة تفعيل المجلس النيابي وعدم تعطيله'.
وأشارت إلى أن 'توقيت اللقاء جاء في ظل ما يتعرض له عون من حملات، بعد مواقفه المؤيدة لمواقف الجيش والقوى الأمنية تجاه ما جرى في الروشة، والتي منعت ايَّ صدام وحافظت على السلم الأهلي'.
وقد علمت 'نداء الوطن' أنّ زيارة رعد أتت بعد فترة من الانقطاع لتفتح آفاقًا جديدة وطريقة تعاطٍ مختلفة من 'حزب الله'، باعتبار أنه لو بقي على مواقفه السابقة لما كان حصل هذا اللقاء، إذ ثمة قرار بإعادة فتح قنوات التواصل وخصوصًا مع عون، وقد حضر موضوع الروشة خلال اللقاء.
وتعول مصادر، على أنّ هذا اللقاء سيفتح نافذة لإعادة إطلاق الحوار وإقناع 'حزب الله' بتسليم السلاح من دون الدخول بمواجهة داخلية أو الاستمرار برفع السقف وتحدي قرارات الحكومة الأخيرة.