عينت الحكومة رئيساً لمجلس الانماء والاعمار بعد انتظار طويل ترافق مع مطالب دولية بضرورة انجاز تلك التعيينات لارتباطها بالاصلاحات، لكنها لم تنجز تعيين الاعضاء. فهل راعت الحكومة المعايير في التعيين، ولماذا تحصر تعيينات 'اوجيرو' وتلفزيون لبنان بأربعة مرشحين؟

للمرة الثانية تواجه الحكومة مطبات خلال التعيينات، ولكن الاعتراض عاد ليطل برأسه على التعيينات في 'اوجيرو' وكذلك الامر في 'تلفزيون لبنان'.

يؤكد نائب رئيس الوزراء طارق متري ل'النهار' ان 'الحكومة احترمت المعايير احتراما صارما في اختيار رئيس مجلس الإنماء والاعمار. وسيكون الامر نفسه في حالة تلفزيون لبنان و اوجيرو. ويلفت الى ان الاسماء المقترحة سوف ترفع الى مجلس الوزراء في جلسته المقبلة. ورداً على سؤال عن اعتراض وزراء خلال جلسة التعيين الاخيرة ، يوضح ان 'اعتراض الوزيرين في الجلسة الماضية يعود الى ان الوزراء لم يستلموا سير المرشحين الذاتية قبل انعقاد مجلس الوزراء بيومين او يوم واحد، بل وضعت السير الذاتية بتصرف مجلس الوزراء اثناء جلسة التعيين. لكن واقع الامر ان عملية الترشيح لم تنجز الا ليل الجلسة.'

اوجيرو

لم تكن استقالة المدير العام لـ'اوجيرو' مفاجئة ولا سيما انه سبق وقدم استقالته سابقا وهو يعمل بموجب عقد مع الحكومة. وبحسب ما تردد، فإن وزير الاتصالات شارل الحاج ارسل كتاباً لكريديه يعلمه بفسخ العقد، وكان الاخير خارج البلاد وبعد عودته وتسلمه الكتاب قدم استقالته.

بيد ان مرجعية رسمية طلبت منه الاستمرار في مهامه الى حين تعيين مدير اصيل، واتجهت الانظار الى مدير عام الصيانة والاستثمار في الوزارة احمد عويدات الذي عين في ذلك المنصب في 11 كانون الاول عام 1999 ومن ثم تم وضعه بتصرف مجلس الوزراء، ولاحقاً عين مستشاراً لشؤون الطاقة لرئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، ومن ثم مستشاراً لرئيس الحكومة نواف سلام.

وبما ان عويدات موظف من الفئة الاولى وسبق ان شغل منصباً رفيعاً في مجال الاتصالات، ارتفعت حظوظ تعيينه كمدير عام لهيئة 'اوجيرو' خلفاً لكريديه .

الا ان مرشحا اخر للمنصب عينه ومن داخل 'اوجيرو' لا يزال ضمن الخيارات المطروحة امام الحكومة.

اما في 'تلفزيون لبنان' وبعد ان كان عدد المرشحين 171 بينهم 70 لمنصب رئيس مجلس الادارة، تردد ان العدد انخفض الى مرشحتين لذلك المنصب، رلى ابوعبيد، ويمنى شكر غريّب. ما يطرح التساؤل عن كيفية انخفاض العدد ووفق أي معايير علمية، علماً ان العادة جرت باقتراح 3 اسماء على الأقل لأي منصب في الفئة الاولى. وتردد ان الخيار يتجه الى المرشحة الاولى بدعم إحدى المرجعيات.

وكان وزير الاعلام بول مرقص سبق واعلن في اذار الفائت عن اعتماد الية خاصة لاختيار رئيس واعضاء مجلس ادارة التلفزيون برئاسة بسام ابو زيد، لكن مجلس الوزراء عطلها ودعا الى اعتماد الية جديدة.

ويدور نقاش حول ملف التلفزيون في ظل كلام نقل عن امكان اجراء مداورة في الموقع الاول، ما اثار استياء كاثوليكيا في اليومين الاخيرين.

اذا كان الاعتراض سياسيا ومحصورا بالشكل وليس بالمضمون، فإن المسار القانوني للتعيين يشرحه المحامي والاستاذ الجامعي عادل يمين اذ يؤكد ان تعيين موظفي الفئة الاولى يتم بغالبية الثلثين في الحكومة، ويتابع 'في حال عدم التوافق يمكن اللجوء الى التصويت'. ويذكر بالمادة 66 من الدستور التي تنص على صلاحيات الوزير.

Like our kataeb.org Facebook Page