اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
كتبت نجوى أبي حيدر في 'المركزية':
اثبتت وقائع ومجريات الجلسة النيابية بما تخللها من مواقف وخطوات من قبل فريقي الـ'مع' و'ضد' مناقشة قانون الانتخاب في الهيئة العامة، ان فترة الهدنة المُقَنعة' التي سادت منذ بداية العهد انتهت لتدخل البلاد مرحلة تصعيد هدفها تطيير الانتخابات ومنع تنفيذ القرارات الحكومية السيادية، وفي مقدمها حصر السلاح بيد الدولة.
تقول مصادر سياسية لـ'المركزية' ان المسألة ابعد من اقتراع مغتربين. هي سعي لتطيير الانتخابات لأن الثنائي الشيعي يعتبر ان المرحلة السياسية لا تصب في مصلحته ولا تخدم مشروعه.اسرائيل تستهدفه يومياً وسط عجز عن الرد، السلطة تتلقى الضغوط لتنفيذ قرار الحكومة الصادر في 5 آب، وهو يقبع تحت ضغط بيئته بسبب عدم اعادة الاعمار، فيشعر انه محاصر من كل الجهات، لا صديق ولا حليف ،وارادة خارجية لاختراق الـ27 نائباً وافقاده امكانية التأثير في المجلس النيابي. تبعا لذلك تتملّكه الخشية اولا من خرقه نيابيا، ثانيا من فقدان ثلث المجلس، وثالثاً والأهم من ان يفقد رئاسة المجلس. فأي انتخابات تحصل في ظل الظرف الراهن ستؤدي الى اختراق 'سكوره' النيابي وتحويله الى أقلية ممانعة داخل المجلس النيابي، لذا، يسعى لشراء الوقت في انتظار ظروف افضل يراهن عليها، علّها تسمح له بالذهاب الى انتخابات تخدم مصالحه، او في الحد الادنى تبقيه على ما هو عليه.
وتضيف: دخلت البلاد في مرحلة تصعيد هدفها الوصول الى فوضى سياسية تسمح بتطيير الانتخابات، فالثنائي سيحاول بشتى الوسائل منع الانتخابات وفرملة قرار الحكومة باتجاه نزع السلاح من خلال تجميد تنفيذه وممارسة شتى انواع الضغوط لذلك، وان لم ينجح بالحسنى سينتقل على الارجح الى مرحلة جديدة تتجلى في توسل استخدام الشارع ظرفياً او باستمرار، وهنا لا بدّ من رصد سقف تحركه وخطته للمرحلة، والى اين يمكن ان يصل. فهل يدفع نحو جر البلاد الى حقبة عنفية مجددا، علماً ان مجمل المعطيات غير مساعدة في الداخل كما في الخارج. الحكومة لن تعود الى الوراء ، كما ان الثنائي بات مُجرداً من حلفاء الامس والاهم ، ان وضع المنطقة اختلف، وهو معطى لا يمكن ان يتجاهله، لأن طريق استقدام السلاح من الخارج مقطوع.
تراهن القوى السياسية السيادية بحسب المصادر على الرئيس نواف سلام كونه رأس الحربة في مواجهة حزب الله وتثبيت ركائز الدولة، وتطالبه بإرسال مشروع قانون للانتخابات يضع حداً لتعطيلها، مشيرة الى ان موقفه في هذا الخصوص غير مفهوم حتى الساعة، فهل من اتفاق ابرمه مع الرئيس نبيه بري، وهي نظرية غير صائبة على الارجح، ام ثمة خشية تتملكه من امكان عدم عودته الى رئاسة الحكومة بعد الانتخابات، وهو العازم على تنفيذ مشروع اعادة بناء الدولة، علماً ان الكلمة الفصل في تسمية رئيس الحكومة تصدر من الرياض التي ستسميه حتماً نسبة لمواقفه وادائه في السلطة .
رئيس الجمهورية جوزاف عون يريد اجراء الانتخابات ايضا ووزير الداخلية قالها اليوم بالفم الملآن، تختم المصادر، لذا تتركز ااتصالات القوى السيادية على خطي بعبدا والسراي، لمنع تطيير انتخابات لا بدّ ستكون مفصلية في تاريخ لبنان.