كشفت مسودة مذكرة التفاهم بين وزارتي التعليم العالي في سوريا والسعودية عن وضع خريطة طريق لاعتماد 10-15 برنامجاً سورياً خلال 24 شهراً تبدأ بثلاثة برامج رائدة (طب، هندسة، اقتصاد) كمرحلة تجريبية خلال 100 يوم، وإطلاق نداء بحثي مشترك لتمويل 20 مشروعاً بذرياً SEED خلال 100 يوم ثم 50-70 مشروعاً خلال 24 شهراً في مجالات الصحة العامة، المياه والطاقة،و الزراعة الذكية،و الذكاء الاصطناعي للمصلحة العامة. كما نصت على تبني هوية رقمية تعليمية للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، وربط الجامعات السورية بمنصات المكتبات الرقمية السعودية وفق بروتوكول مرحلي. وبموجب المذكرة التي نشرتها الوزارة في صفحتها الرسمية في فيسبوك تضمنت مجال الملكية الفكرية والبيانات عبر تنظم تقاسم العوائد الناتجة عن براءات الاختراع والمخرجات البحثية المشتركة وفق نسب متفق عليها. ووضع سياسات للنشر المفتوح والبيانات، وإتاحة النتائج مع مراعاة السرية وأمن المعلومات. وبالنسبة للعلوم الصحية والتعليم الطبي شملت تحديث المناهج السريرية والزمالات السريرية، واعتماد مراكز محاكاة وتدريب قصير للأطباء المقيمين والفنيين. إضافة إلى تصميم مسارات مهارية قصيرة مع اعتماد مهني مشترك. وحول التعليم التقاني وسوق العمل نصت على تأسيس 4 مراكز تعليم تقاني مشتركة في تخصصات ذات أولوية (صيانة طبية، شبكات، طاقة متجددة، لوجستيان). ناهيك عن تصميم مسارات مهارية قصيرة مع اعتماد مهني مشترك. ويتم التركيز على البحث والابتكار والتمويل التنافسي والتعليم التقاني والمواءمة مع سوق العمل والمنح والتبادل الأكاديمي وبناء القدرات. إضافة إلى العلوم الصحية والتعليم الطبي والزمالات السريرية وريادة الأعمال ونقل التكنولوجيا والملكية الفكرية.و التحول الرقمي والهوية التعليمية والتصديق الرقمي للشهادات والبيانات والحوكمة والشفافية والدبلوماسية العلمية والفعاليات المشتركة. كما نصت على تخصيص 500 منحة سنوية (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه)، و200 زمالة قصيرة الأمد للقادة الجامعيين والجودة واعتماد معايير اختيار مشتركة. وفيما يخص التحول الرقمي والهوية التعليمية نصت على تبني هوية رقمية تعليمية للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، وربط الجامعات السورية بمنصات المكتبات الرقمية السعودية وفق بروتوكول مرحلي واعتماد شهادات أكاديمية رقمية مؤلفة قابلة للتحقق. إضافة إلى ربط 5 جامعات حكومية خلال أول 12 شهراً. وفي إطار تعزيز العلاقات العلمية بين سوريا والمملكة العربية السعودية، عقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي، خلال زيارته الرسمية إلى المملكة، اجتماعاً مع رئيس جامعة الملك سعود المكلف علي بن محمد مسملي، تناول فيه الطرفان آفاق التعاون المشترك في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي. وناقش الجانبان خلال اللقاء عدداً من المحاور الإستراتيجية، أبرزها تبادل الخبرات وأعضاء الهيئة التدريسية بين الجامعات السورية وجامعة الملك سعود، بما يسهم في تطوير الكفاءات الأكاديمية وتعزيز جودة التعليم.و إطلاق برامج جامعية متخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، بما يتماشى مع متطلبات التحول الرقمي العالمي وتعزيز التعاون الطبي بين كلية الطب في جامعة الملك سعود والمشافي الجامعية السورية وكان قام الوزير الحلبي بزيارة ميدانية إلى المشافي الثلاثة التابعة للجامعة، واطّلع على مخابر المحاكاة المتقدمة، إضافة إلى مشفى طب الأسنان الذي يُعد الأكبر من نوعه عالمياً. للاستفادة من تجربة جامعة الملك سعود في تحسين تصنيف الجامعات والاعتمادية الأكاديمية، بما يدعم جهود تطوير التعليم العالي السوري وفقاً للمعايير الدولية.و دعم إعادة البناء التنظيمي والقانوني للتعليم العالي في سوريا، مستفيدين من الخبرات السعودية في مجال الحوكمة الجامعية. كما زار الوزير الحلبي والوفد المرافق جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وبحث مع رئيستها المكلفة فوزية بنت سليمان العمرو، آفاق التعاون المشترك في عدد من المجالات الحيوية مع التركيز على تعزيز تمكين المرأة من خلال تطوير البرامج الأكاديمية والمبادرات التي تدعم مشاركة المرأة في التعليم العالي والبحث العلمي. إضافة إلى الإشراف المشترك في مجال الدراسات العليا، بما يفتح المجال أمام الباحثات السوريات والسعوديات للاستفادة من الخبرات الأكاديمية في البلدين. والتعاون في مجال مختبرات المحاكاة، وتبادل الخبرات في تطوير التقنيات التعليمية الحديثة في الكليات الصحية إلى جانب مراكز الأبحاث التابعة للجامعة، بهدف تعزيز التعاون في مجالات الطب والصحة العامة. إضافة إلى ⁠تبادل المنح الطلابية والدورات القصيرة للهيئات التعليمية والتعاون في مجال الهوية والسمعة المؤسسية وتصنيف الجامعات، من خلال تبادل الخبرات في بناء الصورة الأكاديمية وتعزيز الحضور الدولي للمؤسسات التعليمية. وفي مجال الشراكات البحثية في العلوم الصحية، التقى الوزير الحلبي رئيسة مركز أبحاث العلوم الطبيعية الصحية في الجامعة عبير التميمي، وبحث معها سبل التعاون في البحث العلمي، وتطوير الدراسات الصحية، وبناء شراكات بحثية مشتركة تعزز الابتكار وتخدم أولويات التنمية الصحية. كما زار الوزير والوفد المرافق مركز المهارات والمحاكاة الطبي في الجامعة، حيث اطلع على أحدث التقنيات التعليمية المبتكرة، والتقى مدير المركز عبد الحكيم العبيد لمناقشة تطوير الكفاءات وبناء القدرات في العلوم الطبية، بما يعزز جودة التعليم والتدريب العملي للطلاب. وزار هيئة تقويم التعليم في المملكة، واجتمع الوزير الحلبي مع الدكتور خالد بن عبد الله السبتي رئيس مجلس الإدارة والكادر القيادي، وتم الاتفاق على التعاون مع أكاديمية تدريب المقومين ToT، وتطوير معايير اعتماد برامج الدراسات العليا، وتصميم بطاقات الأداء للمؤسسات التعليمية، وتطوير الخريطة التفاعلية للتعليم العالي على نمط غرفة التحكم، مع تشكيل لجنة تواصل لتبادل الخبرات ودورات التأهيل والتدريب. وتأتي زيارة وزير التعليم العالي إلى الرياض في إطار تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الجامعات في البلدين، وفتح آفاق جديدة للطلاب والباحثين من خلال برامج المنح، والتبادل الأكاديمي، والمسارات البحثية المشتركة، ما يسهم في نهضة علمية وبحثية تخدم الأجيال القادمة وتدعم مسيرة التنمية في سوريا. الوطن