منذ الصباح الباكر، توالت المستجدات والتطورات المتلاحقة في جنوب لبنان، على وقع التحذيرات الإسرائيليّة، وسط إصرار أهالي القرى الحدوديّة بالعودة إليها، رغم تواجد الجيش الإسرائيلي فيها حتى الآن، مع انتهاء مهلة الـ 60 يومًا لاتفاق وقف إطلاق النار.

في التفاصيل، توجّهت مواكب من أهالي القرى الجنوبيّة الحدوديّة نحو البلدات التي لا يزال يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي، حيث أصرّ عدد منهم على تجاوز الحواجز التي وضعها الجيش اللبناني، وتوجّهوا بسياراتهم وسيرًا على الأقدام باتجاه قراهم.

بالمقابل، عمد الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار والقنابل الدخانية والفوسفوريّة باتجاه الأهالي، مما أدّى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.

فقد أفيد بأنّ مواطنًا استشهد في بلدة حولا برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما أصيب آخر عند مدخل بلدة العديسة، وسط تسجيل عدد من الإصابات أيضًا في بلدة ميس الجبل.

جاء ذلك بعد أن ألقى الجيش الإسرائيلي قنبلة ثالثة من مسيرة إسرائيلية بالقرب من تجمعات أهالي بلدة ميس الجبل داخل البلدة.

كذلك ألقى الجيش الإسرائيلي قنابل مسيلة للدموع على أهالي كفركلا، عند الساتر الترابي الذي وضعه. وأصيب أحد المواطنين في البلدة أمام محطة فرح في برج الملوك.

في السياق أيضًا، اعتقل الجيش الإسرائيلي شابَين من الأهالي العائدين إلى بلدة حولا.

في وقت فتح الجيش اللبناني طريق عام الطيري – بنت جبيل أمام أهالي بلدة عيتا الشعب المتوجهين إلى بلدتهم، بعد مفاوضات دامت لقرابة النصف ساعة وإصرار الأهالي على العبور.

هذا وانتشرت مقاطع (فيديو) تُظهر عودة أهالي عدد من القرى الجنوبيّة، حيث اجتاز أهالي الطيبة حاجز الجيش اللبناني سيرًا على الأقدام.

وأظهر فيديو آخر المشهد من الطيبة بعد دخول الأهالي إليها.

بينما كشف أحد المقاطع المصوّرة عن مواجهة بين دبابة إسرائيلية وعدد من الأهالي العائدين إلى بلدة يارون.

في السياق، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان أن اعتداءات الجيش الإسرائيلي على مواطنين خلال محاولتهم الدخول إلى بلداتهم أدت إلى الحصيلة الأولية التالية:

– وفاة مواطن في حولا وإصابة تسعة آخرين بجروح وتم نقلهم إلى مستشفى تبنين الحكومي حيث يتلقون العلاج.

– إصابة ثمانية أشخاص بجروح في كفركلا وتم نقلهم إلى مستشفى مرجعيون الحكومي حيث يتلقون العلاج.

في المقابل، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي، الأحد، في منشورٍ على حسابه عبر منصة “اكس”: “إلى سكان لبنان ولا سيما سكان الجنوب، حزب الله كعادته يضع مصلحته الضيقة فوق مصالح الدولة اللبنانية ويحاول من خلال أبواقه تسخين الوضع وذلك رغم كونه السبب الرئيسي في تدمير الجنوب”.

وأضاف أدرعي: “في الفترة القريبة سنواصل اعلامكم حول الأماكن التي يمكن العودة إليها”، مشيراً إلى أنه “لحين الوقت، نطالبكم بالانتظار، ولا تسمحوا لحزب الله بالعودة واستغلالكم في محاولة للتستر على التداعيات المدمرة لقراراته غير المسؤولة على حساب أمن دولة لبنان”.

وتابع: “حتى إشعار آخر، تبقى جميع التعليمات التي نُشرت سابقًا سارية المفعول، ولا يُسمح بالعودة إلى خط القرى المحدد في الخريطة”.