غزة - قدس الإخبارية: تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، حيث حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من مستويات خطيرة من الجوع بين الأطفال، مؤكدةً أن طفلاً واحداً من بين كل ثلاثة أطفال في القطاع قضى يوماً كاملاً دون أن يتناول أي طعام خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وجاء في بيان مقتضب للوكالة، اليوم الجمعة، أن نتائج التقييم السريع للاحتياجات، الذي أجرته لجنة الإنقاذ الدولية، تعكس انهيار الوضع المعيشي والصحي، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المواد الغذائية الأساسية.

التقارير الطبية الصادرة من مستشفيات القطاع كشفت أن 47 شهيداً و142 إصابة جديدة وصلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المتواصل.

ووفق الإحصاءات الرسمية، فقد ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 65,549 شهيداً و167,518 مصاباً، معظمهم من النساء والأطفال. أما منذ 18 مارس 2025 وحتى اليوم، فقد تم توثيق 12,956 شهيداً و55,477 إصابة إضافية.

ومن بين هذه الأرقام المأساوية، يبرز ملف ما يُعرف بـ'شهداء لقمة العيش'، حيث سُجّل خلال الساعات الماضية 5 شهداء و33 إصابة أثناء محاولات الحصول على المساعدات، لترتفع حصيلة الضحايا في هذا السياق إلى 2,543 شهيداً وأكثر من 18,614 إصابة منذ بداية العدوان.

منظمات حقوقية دولية اتهمت إسرائيل بممارسة سياسة 'التجويع' كسلاح حرب ممنهج ضد المدنيين الفلسطينيين، معتبرةً أن ما يجري يرقى إلى جريمة إبادة جماعية مستمرة منذ عامين. فقد أدى الحصار ونقص المواد الأساسية إلى تدهور غير مسبوق في الأمن الغذائي والصحي، بينما يواجه مئات الآلاف من العائلات خطر المجاعة والمرض في ظل غياب مقومات الحياة الأساسية.

في ظل هذا الواقع المأساوي، تتزايد التحذيرات من أن الوضع في غزة لم يعد مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل أصبح تهديداً وجودياً لشعب كامل، حيث تشير التقديرات إلى أن استمرار الحصار والعمليات العسكرية قد يؤدي إلى نتائج كارثية تفوق ما شهده القطاع في العقود الماضية.