أثار الإعلان عن عدد من المشاريع الاستثمارية في محافظة دمشق، خلال منتدى الاستثمار السعودي السوري، حفيظة الكثير من المراقبين، الذين تساءلوا عن العدالة التنموية والتوازن الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، بعد أن تبين أن باقي المحافظات غائبة تماماً عن مشاريع المستثمرين العرب.

واعتبر الصناعي والمهندس نضال بكور أن غياب التوازن الجغرافي وتكثيف الاستثمارات في دمشق حصراً يعيد إنتاج المركزية المفرطة، ويغيب عنه أي تصور لخارطة تنمية وطنية شاملة.

ورأى في منشور كتبه على صفحته الشخصية في 'فيسبوك' أن مدن مثل حلب، حمص، دير الزور، اللاذقية، وحماه، لم تحظَ بأي اهتمام استثماري يُذكر، رغم إمكانياتها الزراعية والصناعية والسياحية، مشيراً إلى أن اللافت أن مدينة حلب تحديداً، قدمت في منتدى الاستثمار السعودي السوري دراسات وعروضاً واضحة حول فرص استثمارية متاحة لديها، إلا أن ذلك لم يُترجم إلى اعتماد أي مشروع فعلي فيها، على غرار ما حدث في دمشق التي حصدت وحدها عشرات المشاريع بمليارات الدولارات.

وأكد بكور أن حصر فرص العمل والتطوير العمراني في دمشق سيؤدي إلى تداعيات اقتصادية واجتماعية وإلى نزوح داخلي من المحافظات، مما يفاقم الضغط على خدمات العاصمة، من إسكان وماء وكهرباء ونقل، ويخلق بيئة مكتظة ومهددة بيئياً واجتماعياً، لافتاً إلى أن هذا التجاهل لباقي المحافظات السورية، إذا استمر، يُنذر بتهميش اقتصادي طويل الأمد لملايين السوريين في الأرياف البعيدة.