ماذا حملت زيارةُ وفد الخزانة الاميركية الى لبنان وما هو تأثيرها على الاقتصاد اللبناني؟ أسئلة تطفو الى الواجهة في ضوء الاملاءات والشروط الاميركية التي تحمل في أبعادها كل الشر وتضمر المزيد من تضييق الخناق على الاقتصاد،

لا سيما أن تلك المطالب ربطت مسار النهوض الاقتصادي واعادة الإعمار في لبنان بنزع قوة لبنان المتمثلة بسلاح المقاومة وجعلِ هذا البلد لقمة سائغة أمام العدو 'الإسرائيلي'... فكيف يمكن قراءة هذه الزيارة من المنظور الاقتصادي؟

في هذا المعرض، يشير الخبير المالي والاقتصادي الدكتور عماد عكوش إلى أن هذا الوفد طرح أسئلة كثيرة على المسؤولين الللبنانيين، منها مكافحة الفساد وبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية وغيرها، وهو يقصد بالتحديد ملف سلاح المقاومة.

ويلفت عكوش الى أن العدو 'الاسرائيلي' ومن خلفه الولايات المتحدة لم يكتفيا بملف السلاح، بل يريدان نزع أوراق القوة ليس من لبنان فحسب بل من المقاومة أيضاً، حيث يتمّ البحث في الملفات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، و'القرض الحسن' مثال على ذلك، فتعتمد أمريكا على سلاح العقوبات في مواجهة داعمي المقاومة.

ويضيف عكوش إن العقوبات الأميركية لا تقتصر على فئة معيّنة، إنما تطال الاقتصاد اللبناني ككلّ، حيث تعمل هذه المؤسسات على دعم المواطن اللبناني وتقديم الخدمات التي يفترض من الدولة أن تقوم بها، فالضرر سيطال الجميع.

لا تتوانى الإدارة الاميركية عن تحقيق أهداف العدو الرامية الى اضعاف لبنان على المستويات كافة بما فيها الاقتصادية، وهو دأبٌ عمدت واشنطن الى تحقيقه عبر السنوات الماضية من خلال الحصار الاقتصادي الذي طال الوطن بأسره وانعكس على اللبنانيين، كل اللبنانيين.