اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٧ حزيران ٢٠٢٥
بعد تحالف دام أشهرًا، تفجرت العلاقة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ورجل الأعمال إيلون ماسك، لتشهد تراشقًا للاتهامات والإهانات والانتقادات الحادة.
يأتي ذلك إثر الجدل بشأن مشروع قانون يتبناه ترمب للضرائب والإنفاق، ويراه ماسك مضرًا للاقتصاد الأميركي ونموه.
ووصل التراشق إلى درجة وصف ترمب لحليفه السابق إيلون ماسك بالمجنون، وتهديده بإنهاء تعاقداته مع الهيئات الحكومية.
من ناحيته، أبدى ماسك تأييده لمنشور يدعو لمحاكمة ترمب وعزله من منصبه، معتبرًا أن الرئيس الجمهوري كان سيخسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة لولا دعمه.
وتردّد صدى الخلاف داخل الولايات المتحدة وخارجها، بسبب انتقاد ماسك لمشروع قانون للضرائب وتداعياته على سوق السيارات الكهربائية، بدعوى أن ذلك سيقوّض الاقتصاد ونموه في النصف الثاني من العالم الحالي.
إهانات متبادلة بين ترمب وماسك
وفي البداية، تعامل البيت الأبيض مع انتقادات ماسك على أنها 'خلاف في الرأي'، حتى جاء رد ترمب العلني خلال اجتماع مع المستشار الألماني فريدريش ميرس عبّر خلاله ترمب عن إحباطه الشديد من إيلون.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنّ 'مالك تسلا قد أُنهك وجرت إقالته من منصبه، وأنه ألغى تفويضًا كان يُجبر الأميركيين على شراء السيارات الكهربائية'.
ولم ينتظر إيلون ماسك بدوره طويلًا، إذ تصاعدت الأزمة أكثر حين وافق على منشور يدعو لمحاكمة ترمب وعزله من منصبه، متهمًا إياه بإخفاء مستندات تتعلق بالملياردير الراحل جيفري إبستين.
كما اعتبر أن ترمب كان سيخسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة لولا دعمه.
ولم يتوقف ماسك عند ذلك، بل نشر استطلاع رأي على حسابه في منصة 'إكس'، بشأن إنشاء حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة يمثل وفق قوله 80% من الطبقة الوسطى، ليحصل الاستطلاع في أقل من ساعة على أكثر من مليون تصويت، حيث أجابت الأغلبية الساحقة بـ'نعم'.
ولم تنحصر ارتدادات الإهانات المتبادلة بين ترمب وماسك في السياسة والإعلام، بل لقيت صداها أيضًا في الأسواق المالية، حيث فقدت تسلا 153 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد بسبب الخلاف مع ترمب، وفق 'بلومبرغ'.
'ماسك خسر شعبيته'
وفي هذا الصدد، يعتقد رئيس قسم الإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن تود بيلت، أن الأمر بدأ كاختلاف سياسي.
ومن واشنطن، يوضح بيلت في حديثه إلى التلفزيون العربي، أن ماسك لديه 4 شركات مهمة، بعضها لديه عقود مع الحكومة الفيدرالية وبعضها تتحكم به الحكومة، وعمل الرجل مع هذه الأخيرة يؤثر عليه بطريقة ما.
ويتابع بيلت: 'ماسك خسر شعبيته ولا يعتبر الآن الشخص الذكي اللامع، كما أن قادة القطاع التكنولوجي يعتمدون على التمويل الحكومي الذي يوجد على رأسه ترمب، وهو يؤثر على قرارات الكونغرس بشأن إعادة انتخاب الأشخاص، ما يجعله أكثر تأثيرًا من ماسك حاليًا'.
'التراشق لن يؤثر على وول ستريت'
من ناحيته، يعتبر الأكاديمي والباحث في الاقتصاد السياسي جيمس هنري أن ما جعل ماسك مستاءً هو مشروع القانون الذي كان يقلص التمويل لوكالة 'ناسا'، وأيضًا من كان يريد أن يعينه مديرًا لها، بالإضافة إلى فشله في هيئة الكفاءة الحكومية التي لم تنجح في تقليص عجز الموازنة الأميركية، على حد قوله.
وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من نيويورك، يؤكد هنري أن هذا النوع من التراشق بين الرجلين لن يؤثر على وول ستريت، مضيفًا أن تباطؤ الاقتصاد هو ما يمكن أن يؤثر. ويلفت إلى أن إدارة الاحتياطي الفيدرالي تقوم ببعض الإجراءات الإصلاحية حاليًا.
'خلاف بين فكرتين'
من جانبه، يرى المحاضر في جامعة جورج ميسون عمرو صلاح، أن ما حدث قد يكون أبعد من أن يكون خلافًا شخصيًا بين الرجلين، أو بسبب الموازنة، ويرجح أن ما حدث هو نتاج خلاف بين فكرتين شكلتا في وقت ما تحالفًا أوصل ترمب إلى الحكم.
ويوضح صلاح في حديثه إلى التلفزيون العربي من فيرجينيا، أن التكنولوجيا الرأسمالية النيوليبرالية التي يمثلها ماسك، وأوصلت ترمب إلى الحكم بأموالها، 'ترى أن الحكومة عائق لفكرة الإبداع والتطور التكنولوجي، كما أن مصالحهم قد تكون تضررت'.
ويستطرد أن الجانب الآخر من تحالف الحكم يمثله ترمب والداعمين له، منهم المؤمنون بفكرة الشعبوية الاقتصادية، وفرض سيادة الدولة على الاقتصاد، وحمايتها من التنافس الخارجي.