المقاومة مستمرّة واستعادت عافيتها، موقفٌ يكرّره كلّ من أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في إطلالاته، ونوّاب الحزب، في الآونة الأخيرة، تأكيداً للجهوزيّة في حال الدخول في حرب جديدة. فهل حزب الله فعلاً استعاد عافيته؟ وهل هو قادر على مواجهة العدو الإسرائيليّ في حال اضطرّ إلى خوض حربٍ أُخرى؟ يُشير الخبير الاستراتيجيّ رياض قهوجي إلى أنّ الشّيخ نعيم قاسم يقول أشياء كثيرة، إنّما هناك الكلام وهناك الواقع. ويُضيف، في حديث لموقع mtv: الواقع يقول إنّ حزب الله خسر الكثير من قدراته، وإنّه مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا فَقَدَ جسر إمدادٍ مباشر من إيران للسّلاح والأموال.

ويُتابع: الواقع يقول أيضاً إنّ قدرة حزب الله على إدخال الأموال والأسلحة إلى لبنان عبر موانئه لم تَعُدْ بالسّهولة التي كانت عليها سابقاً، كما أنّ الواقع يُشير إلى أنّ الطّائرات الإسرائيليّة تُحلّق لـ 24 ساعة في اليوم فوق الأراضي اللّبنانيّة، وتُطارد وتقصف مقاتلي وكوادر حزب الله وقواعده ومراكز الأسلحة وسواها، لافتاً إلى أنّه بالتّالي، من المستحيل أن يستعيد الحزب عافيته.

ويرى قهوجي أنّ حزب الله تمكّن من إعادة تجميع نفسه، إنّما ليس كما كان سابقاً، وهو يستخدم بعض المنشآت المحلّيّة لتصنيع الصّواريخ وتجميع المسيّرات، لكنّها ليست بالمستوى الذي كانت عليه سابقاً، وليست بحجمها.

ويلفت قهوجي إلى أنّ حزب الله يمتلك قدرات عسكريّة حالياً، إنّما هي ليست كالسّابق، مؤكّداً أنّ الحزب لم يستعِد عافيته، ولم يعُدْ كما كان في السّابق، مضيفاً: أشكّ، نظراً للظّروف الحاليّة، في أن يتمكّن من تحقيق ذلك في أي وقت قريب.

لا شكّ أنّ حزب الله استعاد جانباً من قدراته وعافيته وحاول إعادة ترتيب صفوفه، هو الذي يعتبر أنّه بسلاحه يحمي لبنان، لكن، الكلام شيء، والواقع على الأرض شيء آخر، فهل يتعاون الحزب مع الدّولة ويُسلّم سلاحه ويثق بها وبمؤسّساتها، قبل فوات الأوان؟