حدد نقيب الفنانين، مازن الناطور، خطة النقابة، وقراراتها المتعلقة ببعض الفنانين، أمثال سلاف فواخرجي، التي أطلقت عدة تصريحات سابقًا تدافع فيها عن نظام الأسد.

وفي مؤتمر عُقد مساء الخميس، 29 من أيار، لعرض الخطة الجديدة لنقابة الفنانين السوريين، حضرته عنب بلدي، وعدد من وسائل الإعلام والصحفيين المستقلين، تطرق الناطور إلى خطة المجلس المركزي للنقابة الذي عين في 25 من أيار الحالي، ومن أعضائه الممثلة روعة ياسين، والمخرج زهير قنوع وغيرهم.

وجاء ضمن الخطة التي عرضها المجلس وحصلت عنب بلدي على نسخة منها، ضبط مشكلة استثمارات النقابة غير المصنفة والتي تمت بعقود مجحفة، لاستعادة حقوق النقابة كاملة.

وأقرت أيضًا منح عضوية الشرف للمخرج الراحل باسل شحادة، الذي 'ناصر قضية شعبه وبلاده واستشهد على أرضها'.

كما جرى التشاور مع عائلتي الفنانتين الراحلتين مي سكاف وفدوى سليمان، لنقل رفاتهما إلى سوريا كمحطة أخيرة.

إضافة إلى اعتماد عدة مشاريع منها إقامة حملة ترويجية وطنية لدعم قطاع السياحة في سوريا من خلال الترويج الفني الراقي.

جاء في الخطة المعلنة لنقابة الفنانين والذي تلا معظمها الناطور، إنه سيتم عقد جلسات وندوات لأعضاء النقابة مع علماء الاجتماع في جامعة دمشق للنهوض بالمستوى الفكري للأعمال الفنية.

وانطلاقًا من هذا طرحت عنب بلدي، سؤالًا على نقيب الفنانين، حول ما إذا كانت النقابة ستدعم حرية الطرح السياسي في الأعمال السياسية وتناول جميع القضايا دون تحفظ أو مورابة، على غرار  مسلسل 'ابتسم أيها الجنرال' والذي لعب مازن الناطور بطبيعة الحال أحد أدواره.

وجاء الرد من الناطور بأن 'الناس تعتقد أن نقابة الفنانين هي من تصنع الفن في سوريا، وهي المسؤولة عن الإنتاج وهي الي تؤمن فرص العمل، لكن نقابة الفنانين، ليست لها علاقة بالإنتاج ومهمتنا تقتصر على مد يد العون للجهة المنتجة، في حال حققت عدة شروط للعمل في سوريا منها المرور عبر لجنة صناعة الدراما، مرور النص عبر النقابة، ودفع الضرائب وغيرها'.

وأضاف الناطور لعنب بلدي، 'أعتقد جازمًا أن سوريا الجديدة لن يكون فيها الرقابة التي كانت في عهد النظام البائد، وهي الرقابة التي كانت تعمل على تشفية العمل من كل ما هو مفيد وهادف ويوصل الرسالة'.

والنقابة 'ليست هيئة سياسية ولا فرع استخبارات ولا دائرة شرطة، بل هي هيئة مجتمعية تخدم أعضاء النقابة وتمد يد العون للفنانين'، أضاف الناطور.

وجاء في البند الرابع من المادة رقم '5' لقانون نقابة الفنانين السوريين 'رقم 40' لعام 2019، في عهد النظام السابق، أن النقابة تتمتع بصلاحية منح الإذن ببدء الأعمال الفنية بعد التحقق من إجازة نصوصها من قبل الجهات المختصة وتوافر الاشتراطات المحددة في هذا القانون بشأنها.

ويترقب اليوم النقاد والمهتمون بالشأن الدرامي النهوض بالمسلسلات المقبلة ورصدها التحول السياسي وتوظيفه بالشكل الملائم.

الناقد الفني أنس فرج، يرى أن المطلوب من المسلسلات المقبلة أن تتحدث عن الفترة السابقة بحرية أعلى، وتكون أقرب للمس الجرح الإنساني، ومقاربة للواقع إلى حد ما، وفق ما قاله في وقت سابق لعنب بلدي. 

أما الناقد الفني جوان ملا، فيعتقد أنه من المهم أن ترصد المسلسلات المقبلة الواقع السياسي، وأن تتمتع بالشفافية، وأن ترصد معاناة الجمهور، وتتضمن نقدًا لاذعًا للسلطات في أماكن الخطأ.

'يظن الناس أن هناك نقيب فنانين دكتاتوري متسلط يرفع سيفه على رقاب الناس ولا أدري لماذا تكوّن هذا الانطباع'، قال نقيب الفنانين مازن الناطور.

وأضاف الناطور أن هذا الانطباع تكوّن نتيجة اتخاذ قرار بفصل الفنانة سلاف فواخرجي من سجلات نقابة الفنانين، و'لو عاد بنا الزمن مرة أخرى لأعدت فصل سلاف فواخرجي، منوهًا أن لا شيء كيدي أو ثأري بينه وبين سلاف، مشيرًا إلى أن علاقة يسودها الاحترام، كانت تجمعه بها.

واعتبر نقيب الفنانين أن سلاف فواخرجي في تصريحاتها 'خرجت عن كل ما يمكن أن يضمن قليلًا من التقدير لمجتمعها وشعبها وتضحيات الثورة السورية العظيمة التي ساعدتا على الخلاص من النظام البائد'، مشيرًا إلى أن 'هناك عشرات الفنانين مثل سلاف فواخرجي لماذا لم تقترب منهم الرقابة؟'.

في 16 من نيسان الماضي، أصدرت نقابة الفنانين قرارًا بفصل الممثلة سلاف فواخرجي من النقابة.

نقابة الفنانين تفصل الممثلة سلاف فواخرجي

وقالت النقابة في بيان، “يشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي لخروجها عن أهداف النقابة، استنادًا الى المادة 58 من القانون رقم 40، وذلك لإصرارها على إنكار الجرائم الأسدية وتنكرها لآلام الشعب السوري”.

وعُرفت فواخرجي بمواقفها الداعمة للنظام السوري السابق، والتي تواصلت حتى عقب سقوطه.

سلاف فواخرجي خلال ظهورها عبر قناة “المشهد”، قالت إن “الأسد شريف، ويجب أن يحاكم إن كان يستحق ذلك، لكن بشرط وجود قضاء وقانون وعدالة”.

وتابعت فواخرجي، “بدي أشكر بشار الأسد على الكثير من الأشياء المهمة اللي عملها للبلد على مدى سنوات طويلة، وما قدمه من إصلاحات اقتصادية وفنية، والكثير من الإنجازات على صعيد الدولة والبناء وكثير أشياء، وبدي ألومه، أو أعاتبه على بطانة لم تكن جيدة هو المسؤول عنها”.

عضو المجلس المركزي لنقابة الفنانين، المخرج زهير قنوع، يرى أن الهدف من وجود مؤتمر كهذا هو إطلاع الصحفيين والفنانين على خطة العمل لانتقادها والكشف عن أخطائها حال وجودها، خصوصًا أن النقابة كانت في السابق تعمل بشكل مبهم، دون رؤية واضحة.

وأضاف في تصريحات لعنب بلدي أن 'إعلان الخطة هو إشهار هوية النقابة، فالنقابة تريد مساعدة الإعلاميين والصحفيين في تطبيق هذه الخطة'.

وأهم ما في الخطة، بحسب قنوع، هو صياغة قوانين النقابة وتعديلها للوصول إلى نظام داخلي متين، يتيح في ما بعد إجراء انتخابات تفضي إلى نقابة جديدة وقوية.

وترأس الممثلة روعة ياسين المكتب الإعلامي في النقابة، وقالت لعنب بلدي، إن النقابة ستعلن في رأس كل شهر ما أنجزته وما قامت به من نشاطات، مبدية تطلعها إلى شراكة مع الصحفيين ووسائل الإعلام لدعم الجهد الفني ونشاطاته.

أعلن المجلس المركزي لنقابة الفنانين عددًا من عناوين خطة عمل نقابة الفنانين للعام 2025، وأهم ما جاء فيها نقلًا عن النص الأصلي الذي حصلت عنب بلدي على نسخة منه: