السوسنة - أظهرت دراسة حديثة أن اعتماد طلاب الجامعات على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل 'تشات جي بي تي'، في كتابة النصوص قد يؤدي إلى انخفاض في مستويات التفكير النقدي لديهم.

وأشارت الدراسة، التي أجراها فريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، إلى أن الطلاب الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي أنتجوا مقالات 'أقل عمقًا' و'خالية من الروح'، مقارنة بمن كتبوا باستخدام قدراتهم الذهنية فقط.

وأوضحت النتائج أن 80% من الطلاب الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي لم يتمكنوا من تذكّر أو اقتباس أي فقرة من النصوص التي قدموها، مقابل 10% فقط في المجموعات الأخرى، كما أظهرت تخطيطات الدماغ أن التواصل العصبي كان أضعف لديهم.

وقالت الأستاذة جوسلين ليتزينغر من جامعة إلينوي، والتي لاحظت سلوكًا مشابهًا لدى طلابها، إن نصفهم استخدم 'تشات جي بي تي' حتى في كتابة تجارب شخصية، مشيرة إلى أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا قد يُضعف مهارات التعبير والتحليل.

رغم الجدل، أكدت الباحثة ناتاليا كوزمينا، المشرفة على الدراسة، أن العينة صغيرة ولا تكفي لاستخلاص نتائج نهائية، داعيةً إلى مزيد من الأبحاث حول دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم.

من جانبها، حذّرت عالمة الأعصاب آشلي جوافينيت من استخلاص 'استنتاجات مبالغ بها' من الدراسة، معتبرة أن المنهجية لا تزال بحاجة إلى تعزيز.

وتزداد المخاوف من أن تؤثر هذه الممارسات على جودة التعليم، خاصة مع تراجع الأخطاء الإملائية وتناقص الجهد الإبداعي في الأعمال الطلابية، بحسب معلمين لاحظوا تغيرًا في نمط الكتابات منذ إطلاق ChatGPT عام 2022.

وتأتي هذه المخاوف في وقت تتوسع فيه استخدامات الذكاء الاصطناعي في النشر والأبحاث، ما يطرح تساؤلات عن مستقبل مهارات التفكير والكتابة التقليدية في عصر التكنولوجيا المتقدمة.