اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
خاص الهديل …
غنوه دريان ..
قبل سنة بالتمام والكمال، انطلقت الحرب الإسرائيلية الموسَّعة على لبنان، ومعها انفتحت أبواب الجحيم. سقط مئات الشهداء خلال الأيام الأولى، وبدأت البلاد رحلةً طويلةً لم تنتهِ بعد. الحرب، بالنسبة لي، لم تكن مجرد أحداث عسكرية أو قصف عابر. كانت مرحلة الوحش: اللحظة التي يتجسّد فيها الرعب في كل زاوية.حين خرجت من تلك المرحلة حيّةً، بدا كل ما عداها أخفّ وزناً. مشكلات العمل، شجارات العلاقات، وأزمات المعيشة، كلها صارت تفاصيل صغيرةً أمام نجاة من موت جماعي معلّق فوق الرؤوسأحياناً أشعر أنني لم أخرج فعلياً من الحرب، حتى لو توقفت -نسبياً- أصواتها. صحيح أنّ الحياة عاودت شيئاً من روتينها، لكن جسدي يتصرّف كأنّ الخطر قائم: عيوني تترقب، أذني تلتقط أي صوت مفاجئ، وأعصابي في حالة استنفار. كن الغريب أنني في أحيان أخرى أشعر أنّ هذا الوعي الحادّ أنقذني: جعلني أكثر إدراكاً لهشاشة الحياة، وأكثر استعداداً لمواجهة الطوارئ. هل هذا وعي وقائي أو إعاقة؟ هل أنا أكثر قدرةً على التحمّل، أو أنني ببساطة فقدت القدرة على الاسترخاء؟أحياناً أرى نفسي إنسانةً أقوى، أعادت الحرب تشكيلها لتصبح منيعةً أمام التفاصيل. وأحياناً أشعر أنني فقدت حساسيتي، وصرت باردةً تجاه ما يوجع الآخرين،
ما أعرفه أنّ الحرب غيّرتني ومهما حاولت اقناع نفسي فلا زلت اعيش هاجس عودتها وولو بعد حين











































































