اخبار تونس
موقع كل يوم -تونس الرقمية
نشر بتاريخ: ١٣ نيسان ٢٠٢٥
عاد المشروع المثير للجدل للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن ضم جزيرة غرينلاند إلى الواجهة من جديد. فبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في 10 أفريل الجاري، يعكف ترامب، المرشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، على بلورة خطة جديدة: عرض تقديم 10 آلاف دولار سنويًا لكل ساكن في الجزيرة القطبية بهدف إقناعهم بالانضمام إلى الولايات المتحدة، بدلاً من الـ 600 مليون دولار التي يقدمها الدنمارك سنويًا كدعم للجزيرة ذات الحكم الذاتي.
ووفقًا للتقرير، تم طرح هذه الفكرة خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الأمريكي. وتقوم الخطة على مبدأ بسيط: تحويل الدعم الحكومي الذي تقدمه الدنمارك إلى مدفوعات مباشرة للمواطنين البالغ عددهم نحو 56 ألف نسمة، في محاولة لاستمالتهم للانضمام إلى واشنطن. ومع ذلك، يبدو أن سكان غرينلاند لا يزالون مترددين إزاء هذا الإغراء المالي.
ولم يُخفِ ترامب يوماً طموحه في ضم الجزيرة، حيث صرح منذ بداية ولايته على منصة 'إكس' قائلاً:
'لأسباب تتعلق بالأمن القومي وحرية العالم، ترى الولايات المتحدة أن السيطرة على غرينلاند ضرورة قصوى.'
تجذب غرينلاند اهتمام واشنطن لما تزخر به من ثروات معدنية مثل اليورانيوم والنحاس والذهب والنفط، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي. فالجزيرة تسيطر على ممر بحري بالغ الأهمية يربط بين المحيطين الهادئ والأطلسي عبر القطب الشمالي، وهو ممر يثير أطماع الولايات المتحدة وكذلك الصين وروسيا.
وتظل مسألة عسكرة المنطقة قضية حساسة، إذ انتقد السيناتور الأمريكي جي دي فانس، خلال زيارته لقاعدة 'ثوليه' الأمريكية في مارس الماضي، الدنمارك بسبب تقصيرها في الاستثمار بتطوير الجزيرة. ودعا إلى تعزيز الوجود العسكري الأمريكي هناك، وهو ما ينظمه اتفاق الدفاع المشترك الموقع عام 1951 بين الولايات المتحدة والدنمارك.
ورغم استبعاد الخيار العسكري حالياً، تعمل إدارة ترامب على تعزيز الروابط الثقافية والتاريخية مع سكان غرينلاند. ويؤكد فريق ترامب أن غالبية سكان الجزيرة هم من أحفاد شعب الإنويت القادم من ألاسكا، وهو ما يُعتبر تعزيزًا لرابط الهوية مع 'الشمال الأمريكي الكبير'.
من جانبها، تواصل السلطات الدنماركية التعامل بحذر مع هذه التصريحات الأمريكية. وأكد وزير الدفاع الدنماركي استعداد بلاده لفتح نقاشات في إطار الاتفاقيات الثنائية، مشددًا في الوقت ذاته على أن غرينلاند تتمتع بحكم ذاتي واسع منذ عام 2009.
ورغم الضغوط الاقتصادية، والدفع الاستراتيجي، والخطاب الذي يستهدف الهوية الثقافية للسكان، تظل غرينلاند ثابتة في موقفها: الجزيرة القطبية الشمالية تظل إقليمًا ذاتي الحكم يتبع مملكة الدنمارك، وغير مستعدة لقبول عروض الانضمام إلى الولايات المتحدة، حتى وإن كانت بملايين الدولارات.