اخبار سوريا
موقع كل يوم -الجماهير
نشر بتاريخ: ٧ أيلول ٢٠٢٥
الجماهير || أسماء خيرو..
نجح العرض المسرحي 'ذاكرة اعتقال' في تحويل مسرح نقابة الفنانين في حلب إلى فضاء للذاكرة الجمعية، مقدماً توثيقاً فنياً مؤثراً لمعاناة آلاف المعتقلين في سجون النظام البائد.
العمل، الذي أخرجه محمد مروان إدلبي بتنظيم من مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع شركة 'المبدعون السوريون'، تجاوز كونه عرضاً تقليدياً ليكشف عبر شخوصه عن الممارسات اللاإنسانية من تعذيب نفسي وجسدي التي تعرض لها المعتقلون.
لم يقتصر العمل على كشف الانتهاكات، بل حمل رسالة إنسانية قوية حول الصمود وأمل التحرير الذي تحقق. وتميز باستخدام احترافي للمؤثرات السمعية والبصرية، مما خلق أجواءً واقعيةً نقلت الجمهور إلى داخل السجون ليعيشوا لحظات من الرعب والألم.
وأكد المخرج إدلبي أن العمل يتناول قصة المعتقلين معرّياً طرق التعذيب، مشيراً إلى أنهم كانوا 'اللبنة الأساسية في دعم ونجاح الثورة السورية'، وأن الكثير منهم استشهد أو تمت تصفيته.
من جهته، أوضح الفنان محمود زكور، الذي جسد دور معتقل، أن الفريق 'لم يكن يمثل بل كان ينقل الواقع المؤلم'، بهدف إيصال جزء بسيط لا يتعدى 10% من شعور المعتقلين للجمهور، 'كون الحقيقة الكاملة لا يمكن لعقل بشري أن يتحملها'.
بدوره، أشار الفنان محمد ملقي، الذي جسد شخصية 'السجان'، إلى أن الشخصية ترمز لحجم الظلم الكبير الذي عاشه السوريون، مؤكداً أن العمل مبني على تجارب الثورة السورية والمآسي التي عاشها الشعب.
كما عبّرت الفنانة فاطمة عبد، التي جسدت دور أم معتقل، عن صعوبة الدور، خاصة أنها لم تعش تجربة الأمومة، لكنها استلهمته من قصص أمهات كثيرات فقدن أبناءهن.
وحظي العرض بتفاعل كبير من الجمهور، حيث عبر الكثيرون عن اندماجهم العاطفي معه، وقال أحد الحضور: 'شعرت وكأنني أعيش التجربة بنفسي'، بينما قالت أخرى: 'هذا العمل يذكرنا بأن الحرية كان ثمنها باهظاً جداً'.
#صحيفة_الجماهير